صفحة جزء
2489 - ( وعن أبي بكر - رضي الله عنه - قال : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر ثم بكى فقال سلوا الله العفو والعافية . فإن أحدا لم يعط بعد اليقين خيرا من العافية ) رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب إسنادا .


2489 - ( وعن أبي بكر ) - رضي الله عنه - ( قال : قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر ثم بكى ) قيل إنما بكى لأنه علم وقوع أمته في الفتن وغلبة الشهوة والحرص على جمع المال وتحصيل الجاه فأمرهم بطلب العفو والعافية ليعصمهم من الفتن ( فقال سلوا الله العفو ) أي محو الذنوب وستر العيوب ، ( والعافية ) قيل هو أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك ، وقيل أن تعفو عنهم ويعفوا عنك والأظهر أن معناه السلامة في الدين من الفتنة وفي البدن من [ ص: 1725 ] سيئ الأسقام وشدة المحنة وأما الذي ذكروه فإنما هو معنى المعافاة كما لا يخفى ( فإن أحدا لم يعط بعد اليقين ) أي علم اليقين وهو الإيمان والبصيرة في الدين ، ( خيرا من العافية ) قال الطيبي : وهي السلامة من الآفات فيندرج فيها العفو اهـ .

يعني ولعموم معنى العافية الشاملة لمعنى العفو اكتفى بذكرها عنه والتنصيص عليه سابقا للإيماء إلى أنه أهم أنواعه وأغرب ابن حجر حيث قال بعد ما ذكر خلاصة كلام الطيبي : فإن قلت كيف أفرد العافية بعد جمعها : قلت لأن معنى العفو محو الذنوب ومعنى العافية السلامة عن الأسقام والبلايا فاستغنى عن ذكر العفو بها لشمولها له ووجه الغرابة أن أخذ الذنوب من البلايا ليس من كتاب اللغة ولا من باب التعارف وإن كانت الصوفية قد يعبرون عن المعصية بالبلية ولكنه من أصحاب العبارات لا من أرباب الإشارات ( رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي هذا حديث حسن غريب إسنادا ) أي غريب إسناده لا متنه وفي الحصن رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم ، من حديث الصديق قال ميرك ولفظ الحاكم سلوا الله العفو والعافية واليقين في الأولى والآخرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية