صفحة جزء
2545 - وعن عائشة : قالت : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حجة الوداع فمنا من أهل بعمرة ، ومنا من أهل بحج وعمرة ، ومنا من أهل بالحج ، وأهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحج ، فأما من أهل بعمرة فحل ، وأما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة فلم يحلوا حتى كان يوم النحر ( متفق عليه ) .


2545 - ( وعن عائشة قالت : خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام حجة الوداع فمنا من أهل بعمرة ) أي لبى بها بأن قال : لبيك بعمرة ، ولعله كان ممن حج قبل ذلك حتى صرف سفره هذا إلى العمرة ، أو عمل بالجواز أو اقتصر على ذكرها ( ومنا من أهل بحج وعمرة ، ومنا من أهل بالحج ، وأهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالحج ) قال الخطابي : يحتمل أن يكون بعضهم سمعه يقول لبيك بحجة وخفي عليه قوله وعمرة ، فحكى أنه كان مفردا ، وسمعه آخر يقول لبيك بحجة وعمرة : فقال : كان قارنا ولا تنكر الزيادات في الأخبار كما لا تنكر في الشهادات ، وأكثر الأحاديث الواردة في هذا الباب تئول إلى هذين الوجهين ، أقول : ويحتمل أن يكون قارنا ويقول تارة لبيك بحجة وتارة لبيك بعمرة وتارة لبيك بحجة وعمرة ، وكل حكى ما سمعه فلا يحتاج إلى قوله وخفي عليه قوله وعمرة .

قال الطيبي - رحمه الله : وهو دليل قاطع للشافعي بأن الإفراد أفضل أنواع الحج ، وتعقبه ابن حجر - رحمه الله - بقوله : وفيه نظر وكيف يتأتى القطع بمثل ذلك من الإشارات ونحن على علالة في الصرائح من العبارات ( فأما من أهل بعمرة ) أي أحرم بها قبل الحج في أشهره ( فحل ) أي خرج من العمرة بعد أن طاف وسعى حل له جميع محظورات الإحرام ، ثم أحرم بالحج ( وأما من أهل بالحج أو جمع الحج والعمرة ) أي في نيته أو بإدخال إحداهما على الأخرى ( فلم يحلوا ) بكسر الحاء أي لم يخرجوا من الإحرام ( حتى كان يوم النحر ) ففي يوم النحر برميهم جمرة العقبة والحلق حل لهم كل المحظورات إلا مباشرة النساء ، فحل لهم ذلك بطواف الركن ( متفق عليه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية