صفحة جزء
225 - وعن كعب بن مالك - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء ، أو يصرف به وجوه الناس إليه ; أدخله الله النار ) رواه الترمذي .


225 - ( وعن كعب بن مالك ) : أي : الأنصاري الخزرجي ، شهد العقبة الثانية ، واختلف في شهوده بدرا والمشاهد بعدها غير تبوك ، وكان أحد شعراء النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك وهم : كعب بن مالك ، وهلال بن أمية ، ومرارة بن ربيعة ، يجمع أوائل أسمائهم مكة ، روى عنه جماعة ، مات سنة خمسين وهو ابن سبع وسبعين بعد أن عمي . ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم " ( من طلب العلم ) أي : لا لله بل ( ليجاري ) أي ليقاوم به ( العلماء ) : المجاراة المعارضة في الجري ، وقيل : المفاخرة وجعل نفسه مثل غيره ( أو ليماري ) : أن : يجادل ( به السفهاء ) : جمع سفيه وهو قليل العقل ، والمراد به الجاهل . والمماراة من المرية وهي الشك ، فإن كل واحد من المتحاجين يشك فيما يقول صاحبه ويشككه مما يورد على حجته ، أو من المري وهو مسح الحالب ليستنزل ما به من اللبن فإن كلا من المتناظرين يستخرج ما عند صاحبه . كذا حققه الطيبي ، ولما كان غرضه في طلب العلم فاسدا ما احتيج إلى الاستثناء في المجادلة بنحو قوله تعالى : إلا مراء ظاهرا . وقوله : إلا بالتي هي أحسن ( أو يصرف به ) أي : يميل بالعلم ( وجود الناس ) : أي : العوام أو الطلبة ( إليه ) أي : ليعظموه أو يعطوا المال له كذا قاله ابن الملك ، وقيل : أي يطلب العلم لمجرد الشهرة بين الناس ( أدخله الله النار ) الظاهر أن هذا إخبار بأنه استحق دخول النار ، ويحتمل أن يكون جملة دعائية ، والله أعلم ( رواه الترمذي ) . أي : عن كعب .

التالي السابق


الخدمات العلمية