صفحة جزء
2648 - وعن ابن عمر - رضي الله عنهما ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في حجة الوداع : " اللهم ارحم المحلقين . قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : " اللهم ارحم المحلقين " . قالوا : والمقصرين ، يا رسول الله ؟ قال : والمقصرين " . متفق عليه .


2648 - ( وعن ابن عمر ، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في حجة الوداع ) : قال الطيبي - رحمه الله : كان هذا في حجة الوداع على ما هو المشهور المذكور في لفظ الحديث ، وقال بعضهم في الحديبية لما أمرهم بالحلق ، فلم يفعلوا طمعا في دخول مكة . قلت : لا مانع من الجمع بين القولين ، وهو أنه قال في الموضعين . ( اللهم ارحم المحلقين ) : حيث عملوا بالأفضل ؛ لأن العمل بما بدأ الله - تعالى - في قوله محلقين رءوسكم ومقصرين أكمل ، وقضاء التفث المأمور به في قوله عز وجل : ثم ليقضوا تفثهم يكون به أجمل ، وبكونه في ميزان العمل أثقل ( قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ ) : عطف تلقيني ، وأما قوله عز وجل : ( ومن ذريتي ) بعد قوله إني جاعلك للناس إماما : أي : واجعل بعض ذريتي أئمة ليس من باب التلقين ، كما وهم ابن حجر ، فإنه دعاء مستقل لا متفرع عن كلام سابق ، وأما تقديره : وجاعل بعض ذريتي ، فهو عطف على كاف " جاعلك " فلا وجه له ، نعم لا يبعد أن يكون من باب التلقين قوله سبحانه ( قال ومن كفر ) بعد قوله وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر فإنه يصح التقدير : وارزق من كفر بصيغة الأمر ، وأرزق من كفر بصيغة المتكلم ، أو " من كفر " مبتدأ وخبره " فأمتعه " ( قال : اللهم ارحم المحلقين ) : وتغافل عن العطف على وجه العطف دون العنف ( قالوا ) : تأكيد للاستدعاء ، وهل هو قول المحلقين ، أو المقصرين ، أو قولهما جميعا ، احتمالات ثلاث : أظهرها بعض الكل من النوعين ( والمقصرين يا رسول الله ؟ قال ) : أي : في المرة الثانية . ( والمقصرين " متفق عليه ) : وذكر ابن الهمام في رواية الصحيحين أنه قال في المرة الثالثة ( والمقصرين ) ، ثم قال ، وفي رواية البخاري : فلما كانت الرابعة ، قال : " والمقصرين " اهـ . فما ذكره المؤلف إما تقصير منه ، أو رواية أخرى ، والله - تعالى - أعلم ، ويدل الأول الحديث الثاني ، وهو قوله :

التالي السابق


الخدمات العلمية