صفحة جزء
2735 - وعن عبد الله بن عمر في رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت مهيعة ، فتأولتها أن وباء المدينة نقل إلى مهيعة وهي الجحفة ، رواه البخاري .


2735 - ( وعن عبد الله بن عمر في رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينة رأيت امرأة سوداء ) قال الطيبي - رحمه الله : أي قال في حديث رؤيا النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن المدينة رأيت ، فيكون رأيت حكاية ابن عمر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( ثائرة الرأس ) أي منتشرة شعر الرأس ( خرجت من المدينة حتى نزلت مهيعة ) بسكون الهاء وفتح البقية الأرض المبسوطة الواسعة ( فتأولتها ) أي أولتها والتأويل تفسير الشيء بما يئول إليه ( أن وباء بالمدينة ) وهو بالمد ويقصر ؛ مرض عام ، أو موت ذريع وقد يطلق على الأرض الوخمة التي تكثر فيها الأمراض لا سيما للغرباء ، أي حماها وأمراضها ( نقل إلى مهيعة ) يقال : أرض مهيعة ، أي مبسوطة وبها كانت تعرف فلما ذهب السيل بأهلها سميت جحفة فقوله ( وهي الجحفة ) تفسير من بعض الرواة ( رواه البخاري ) قال الأصمعي : لم يلد بغدير خم أخذ فعاش إلى أن يحتلم إلا أن يتحول منها ، وغدير خم موضع بالجحفة ، واستشكل كيف قدموا المدينة مع كونها وبية ، وفي الحديث الصحيح نهى عن القدوم إلى الوباء ، فأجاب النووي بما قال القاضي عياض وهو : أن هذا القدوم كان قبل النهي ، أو أن المنهي عنه إنما هو في القدوم على الوباء الذريع والطاعون ، وما كان بالمدينة ليس كذلك ، وإنما كان مجرد حمى تشتد وتطول مدتها بالنسبة إلى الغرباء ، ولا يغلب الموت بسببها .

التالي السابق


الخدمات العلمية