صفحة جزء
2761 - وعنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " يأتي على المرء زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه ، أمن الحلال أم من الحرام " . رواه البخاري .


2761 - ( وعنه ) : أي : عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء " أي : فيه ( ما أخذ منه ) أي : من أهل الزمان ( أمن الحلال ) : أي : هو ( أم من الحرام ) : فضمير منه راجع إلى الزمان بتقدير المضاف ، وما أريد به المال ، وإنما أبهم ليشتمل أنواع المأخوذ من الصدقة والهبة وغيرهما . قيل : الضمير في " منه " ضمير شيء غير مذكور هنا ، والمراد به المال ، وقد جاء هذا الحديث برواية أخرى ، وفيها لفظ : المال ، يعني لا يبالي بما أخذه من المال ، وبما يحصل له من المال أحلال هو أم حرام ؟ لا تفاوت بينهما . ذكره ميرك .

وقال الطيبي - رحمه الله - : يجوز أن تكون " ما " موصولة أو موصوفة ، والضمير المجرور راجع إليها ، ومن زائدة على مذهب الأخفش ، وما منصوب على نزع الخافض أي : لا يبالي . بما أخذ من المال وأم متصلة ومتعلق من محذوف ، والهمزة قد سلب عنها معنى الاستفهام ، وجردت لمعنى الاستواء فقوله : من الحلال أخذ أم من الحرام في موضع الابتداء ، ولا يبالي خبر مقدم يعني الأخذ من الحلال . ومن الحرام مستو عنده ، ( ولا يبالي بأيهما أخذ ) ، ولا يلتفت إلى الفرق بين الحلال والحرام كقوله - تعالى : سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم أي : سواء عليهم إنذارك وعدمه . ( رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية