صفحة جزء
[ ص: 2117 ] باب عشرة النساء وما لكل واحدة من الحقوق

الفصل الأول

3238 - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء . متفق عليه .


( باب عشرة النساء وما لكل واحدة من الحقوق ) :

العشرة بالكسر اسم من المعاشرة بمعنى المخالطة والمصاحبة ، قال تعالى جل جلاله : ( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) وقال عز وجل : ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف ) .

( الفصل الأول )

3238 - ( عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استوصوا بالنساء خيرا ) : قال الطيبي : السين للطلب أي اطلبوا الوصية من أنفسكم في حقهن كما في قوله تعالى جل جلاله ( وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا ) فنقل باء بخير منه إلى النساء ، وقال القاضي : الاستيصاء قبول الوصية ، والمعنى أوصيكم بهن خيرا فاقبلوا وصيتي فيهن ، اهـ . والمقصود المدارة معهن ، وقطع الطمع عن استقامتهن ، والثبات مع اعوجاجهن ، كما قيل الصبر عنهن أيسر من الصبر عليهن والصبر عليهن أهون من الصبر على النار ، قال تعالى جل جلاله ، ( وأن تصبروا خير لكم ) أي عليهن أو عنهن ( فإنهن خلقن من ضلع ) : بكسر الضاد وفتح اللام واحد الأضلاع وهو عظم معوج استعير للمعوج صورة أو معنى ، أي خلقن خلقا فيه اعوجاج فكأنهن خلقن من أصل معوج ، وقيل : ذلك لأن أمهن أول النساء وهي حواء خلقت من أعوج ضلع من أضلاع آدم - عليه الصلاة والسلام - وهو الضلع الأعلى ، فلا يستطيع أحد أن يغيرهن مما جبلت عليه أمهن ، فلا يتهيأ الانتفاع بهن إلا بمداراتهن والصبر على اعوجاجهن فيما لا إثم في معاشرتهن . ( وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ) : إشارة إلى أن أمهن خلقت منه . ( فإن ذهبت ) : أي : شرعت وأردت ( تقيمه ) : أي : إقامته واستقامته ( كسرته وإن تركته ) : أي : من غير كسر ( لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء ) : كرر للمبالغة ، وإشارة إلى النتيجة والفذلكة ، قال النووي : فيه الحث على الرفق بالنساء والإحسان إليهن والصبر على عوج أخلاقهن واحتمال ضعف عقولهن وكراهة طلاقهن بلا سبب ، وأنه لا مطمع في استقامتهن ( متفق عليه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية