صفحة جزء
3245 - وعنها قالت : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى ، فقلت : من أين تعرف ذلك ، فقال : إذا كنت عني راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد ، وإذا كنت علي غضبى قلت : لا ورب إبراهيم ، قالت : قلت : أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك . متفق عليه .


3245 - ( وعنها ) : أي : عن عائشة ( قالت : قال : لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبى ) : قال السيوطي : استدل به ابن مالك على وقوع إذا مفعولا وأجاب الجمهور بأنها ظرف لمحذوف ، أي شأنك ونحوه . ( قلت : من أين تعرف ذلك ) : أي : ما ذكرت أمن وحي أو مكاشفة أو فراسة وعلامة ، ( قال : إذا كنت عني راضية ) : أي : في غاية من الرضا . ( فإنك تقولين : لا ) : أي : مثلا ( ورب محمد ) : فتذكرين اسمي في قسمك . ( وإذا كنت علي ) : وفي نسخة عني ( غضبى ) : أي : من وجه من الوجوه الدنيوية المتعلقة بالمعاشرة الزوجية ( قلت لا ) : وفي نسخة ولا ( ورب إبراهيم ) : فتعدلين عن اسمي إلى اسم إبراهيم ( قالت : قلت أجل ) : أي : نعم ( والله يا رسول الله ما أهجر ) : وفي نسخة لا أهجر أي ما أترك ( إلا اسمك ) : أي : ذكره عن لساني مدة غضبي ولكن المحبة ثابتة دائما في قلبي ، قيل : أي هجراني مقصور على ترك اسمك حالة الغضب الذي يسلب الاختيار لا أتعدى منه إلى ذاتك الشريف المختار ، والمراد هنا بالاسم التسمية ، وبها عبرت عن الترك بالهجران دلالة على أنها تتألم من هذا الترك الذي لا اختيار لها فيه ، وأنها في طلب الوصال على طرق الكمال ، وهو التشرف بمرتبة الجمع بين حصول الاسم والمسمى واقتران اللسان والجنان في ميدان المحبة الذي يعبر عنه بالجنان - ثابتة بعون الله الملك المنان . ( متفق عليه )

[ ص: 2121 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية