صفحة جزء
3349 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نعما للمملوك أن يتوفاه الله بحسن عبادة ربه وطاعة سيده نعما له " . متفق عليه .


3349 - ( وعن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " نعما " ) : بكسر أولهما وتشديد الميم ، ويجوز اختلاس عينه ، وفي نسخة بفتح النون ، وقرئ بالثلاث قوله تعالى : فنعما هي قال الطيبي رحمه الله : فيه ثلاث لغات إحداها : كسر النون مع إسكان العين ، والثانية كسرها ، والثالثة فتح النون مع كسر العين اهـ . وقوله إسكان العين فيه مسامحة ; لأنه يراد به الاختلاس ويعبر عنه بالإخفاء إذ يتعسر بل يتعذر الإسكان مع تشديد الميم كما لا يخفى ، وما في نعما نكرة غير موصولة ولا موصوفة . بمعنى شيء أي نعم شيئا ( للمملوك ) : وقوله ( أن يتوفاه الله ) : مخصوص بالمدح والتقدير توفية الله إياه ( بحسن عبادة ربه وطاعة سيده ) ، والمعنى : نعم شيئا له وفاته في طاعة الله ثم في طاعة سيده ( نعما له ) . كرره للمبالغة في تحسين أمره فكأنه قال : نعما له فنعما له ، ويمكن أن يكون أحدهما بالنسبة إلى حال الدنيا ، والآخر بالنسبة إلى الأخرى . وحكي أن بعض الأغنياء أعتق عبدا صالحا له فقال له : بئس ما فعلت نقصت أجري من عند ربي . ( متفق عليه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية