صفحة جزء
الفصل الثاني

3378 - وعن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - : أن امرأة قالت : يا رسول الله ! إن ابني هذا كان بطني له وعاء ، وثديي له سقاء ، وحجري له حواء ، وإن أباه طلقني ، وأراد أن ينزعه مني . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنت أحق به ما لم تنكحي " . رواه أحمد ، وأبو داود .


الفصل الثاني

3378 - ( عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عمرو : أن امرأة قالت : يا رسول الله ( إن ابني هذا كان بطني له وعاء ) : بكسر أوله أي ظرفا حال حمله ( وثديي له سقاء ) بكسر أوله أي حال رضاعه ( وحجري ) بكسر أوله وفتح ذكره النووي وابن الهمام ( له ) : أي لابني حال فصاله وفطامه ( حواء ) : بالكسر أي مكانا يحويه ويحفظه ويحرسه ، قال ابن الهمام : الحواء بالكسر بيت من الوبر اهـ . فالكلام مبني على الاستعارة أو التشبيه البليغ ، وفي القاموس : الحجر مثلث المنع وحضن الإنسان ، وفي المشارق أجلسته في حجري بفتح الحاء وكسرها وهو الثوب والحضن ، وإذا أريد به المصدر فالفتح لا غير ، وإن أريد به الاسم فالكسر لا غير اهـ . ويؤيده أنه في أكثر النسخ المعتمدة بالكسر في هذا الموضع ، قال وقوله : ربيبتي في حجري ، وفي حجري ميمونة ، وما كان مثله بالفتح لا غير ومعناه الحضانة والتربية ( وإن أباه طلقني وأراد أن ينزعه ) بكسر الزاي أي يأخذه ( مني ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنت أحق به " ) : أي بولدك ( ما لم تنكحي ) : بفتح حرف المضارعة وكسر الكاف أي ما لم تتزوجي ، قال الطيبي رحمه الله : ولعل هذا الصبي ما بلغ سن التمييز فقدم الأم بحضانته ، والذي في حديث أبي هريرة يعني الآتي كان مميزا فخيره اهـ . وسيأتي الكلام عليه . ( رواه أحمد ، وأبو داود ) .

[ ص: 2210 ] قال ابن الهمام : ورواه الحاكم وصححه ، وعمرو هذا هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - فإذا أراد بجده محمدا كان الحديث مرسلا ، وإذا أراد به عبد الله كان متصلا ، فما لم ينص عليه يصير محتملا للإرسال والاتصال ، وهذا نص على جده عبد الله يعني : فتعين الاتصال وارتفع الإشكال ، ثم ظاهر هذا الحديث بإطلاقه دليل لنا ولأن الأم أشفق عليه أبدا لحكمة خصوص هذا الشرع ، وأقدر على الحضانة لقيامها بمصالحه ، كما أشار إليه الصديق على ما في موطأ مالك حدثنا يحيى بن سعيد ، عن القاسم بن محمد رحمه الله قال : كانت عند عمر امرأة من الأنصار ، فولدت له عاصما ، ثم فارقها عمر ، فركب يوما إلى قباء فمر فوجد ابنه يلعب بفناء المسجد ، فأخذ بعضده فوضعه بين يديه على الدابة ، فأدركته جدة الغلام فنازعته إياه فأقبلا حتى أتيا أبا بكر - رضي الله عنه - فقال عمر : ابني . وقالت المرأة : ابني . فقال أبو بكر : خل بينه وبينها . فما راجعه عمر الكلام ، وكذا رواه عبد الرزاق ، ورواه البيهقي وزاد ثم قال أبو بكر : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لا تولد والدة عن ولدها " . وفي مصنف ابن أبي شيبة : ثنا ابن إدريس ، عن يحيى بن سعيد ، عن القاسم ، أن عمر بن الخطاب طلق جميلة بنت عاصم بن ثابت بن أبي ليلى فتزوجت ، فجاء عمر فأخذ ابنه فأدركته شموس ابنة عاصم الأنصارية ، وهي أم جميلة فأخذته ، فترافعا إلى أبي بكر فقال : خل بينها وبين ابنها . فأخذته . ولابن أبي شيبة عن عمر ، أنه طلق أم عاصم ثم أتى عليها وفي حجرها عاصم ، فأراد أن يأخذه فتجاذباه بينهما حتى بكى الغلام ، فانطلقا إلى أبي بكر ، فقال له : مسحها وحجرها وربحها خير له منك حتى يشب الصبي فيختار لنفسه .

التالي السابق


الخدمات العلمية