صفحة جزء
[ ص: 375 ] 337 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء يقول : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ) متفق عليه .


337 - ( وعن أنس قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل الخلاء ) : أي : إذا أراد دخول الخلاء ، وفي شرح الأبهري قال الشيخ : من ذكر الله في تلك الحالة يفصل ويقول : أما في الأمكنة المعدة لذلك فيقوله قبيل دخولها ، وأما في غيرها فيقوله في أوان الشروع كتشمير ثيابه ، وهذا مذهب الجمهور وقالوا : من نسي يستعيذ بقلبه لا بلسانه ومن يجيز مطلقا كما نقل عن مالك لا يحتاج إلى التفصيل ( يقول : ( اللهم إني ) : بسكون الياء وفتحها ( أعوذ بك من الخبث ) : بضم الباء وتسكن جمع الخبيث ، وهو المؤذي من الجن والشياطين ( والخبائث ) : جمع الخبيثة يعني : ذكران الشياطين وإناثهم ، وخص الخلاء لأن الشياطين تحضر الأخلية لأنه يهجر فيها ذكر الله ، وقيل الخبث بسكون الباء الكفر أو الشر أو الفجور أو الشيء المكروه مطلقا ، والخبائث الأفعال الذميمة والخصال الرديئة والعقائد الزائغة والأحوال الدنية ، وقال التوربشتي : الخبث ساكن الباء مصدر خبث الشيء يخبث خبثا ، وفي إيراد الخطابي في الجملة الألفاظ التي يرويها الرواة ملحونة نظر ، لأن الخبيث إذا جمع يجوز إسكان الباء للتخفيف كما في سبل وغيره من المجموع ، وهذا مستفيض في كلامهم لا يجوز إنكاره إلا أن يزعم إن ترك التخفيف أولى لئلا يشتبه بالخبث الذي هو المصدر ( متفق عليه ) . ورواه أحمد والأربعة عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية