صفحة جزء
[ ص: 2268 ] الفصل الثاني

3462 - عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم " . رواه الترمذي ، والنسائي . ووقفه بعضهم ، وهو الأصح .


الفصل الثاني

3462 - ( عن عبد الله بن عمرو ) : بالواو ( أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لزوال الدنيا " ) : اللام للابتداء وخبره ( " أهون " ) : أي : أحقر وأسهل ( " على الله " ) : أي : عنده ( " من قتل رجل مسلم " ) : قال الطيبي رحمه الله : الدنيا عبارة عن الدار القربى التي هي معبر للدار الأخرى ، وهي مزرعة لها ، وما خلقت السماوات والأرض إلا لتكون مسارح أنظار المتبصرين ومتعبدات المطيعين ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا أي : بغير حكمة بل خلقتها ; لأن تجعلها مساكن للمكلفين وأدلة لهم على معرفتك ، فمن حاول قتل من خلقت الدنيا لأجله فقد حاول زوال الدنيا ، وبهذا لمح ما ورد في الحديث الصحيح : " لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله " . قلت : وإليه الإيماء بقوله : من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا الآية . ( رواه الترمذي ، والنسائي ، ووقفه ) : أي : الحديث على الصحابي ( بعضهم ، وهو ) : أي : الموقوف ( أصح ) : أي : من المرفوع ، قيل : هو قول الترمذي .

التالي السابق


الخدمات العلمية