صفحة جزء
3516 - وعن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه ، أنه رأى رجلا يخذف ، فقال : لا تخذف ; فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف ، وقال : ( إنه لا يصاد به صيد ، ولا ينكأ به عدو ، ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين ) متفق عليه .


3516 - ( وعن عبد الله بن مغفل ) : بفتح غين معجمة وتشديد فاء مفتوحة . قال المؤلف : مزني ، كان من أصحاب الشجرة ، روى عنه جماعة من التابعين منهم الحسن البصري : قال العسقلاني : ولأبيه صحبة . وروى عن أبيه عبد الله ، ( أنه رأى رجلا يخذف ) : بمعجمتين ثانيهما مكسورة ( فقال : لا تخذف ; فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الخذف ، وقال ) : أي : النبي صلى الله عليه وسلم ، أو قال عبد الله إشارة إلى علة النهي عنه ، فإنه قليل المنفعة كثير المضرة ( إنه ) : أي : الشأن أو الخذف ( لا يصاد به صيد ، ولا ينكأ ) : بتحتية مضمومة فنون ساكنة فكاف مفتوحة فهمزة مرفوعة ، كذا في النسخ أي : لا يجرح ( به عدو ) : في النهاية : يقال نكيت العدو نكاية إذا كثرت فيهم الجراح والقتل وقد يهمز اهـ . وهو المفهوم من القاموس ، فينبغي أن يضبط الحديث بالوجهين ، بل الأولى أن يجعل الأصل لا ينكي بالياء ، والله أعلم . ( ولكنها ) : أي : الحصاة المفهومة من الخذف أو الرمية أو الفعلة ( قد تكسر السن وتفقأ العين ) : أي : وقد تفقؤها أي تقلعها . قال الطيبي رحمه الله : معنى الحديث أنه رجل يعبث بالخذف فنهاه ; لأنه لا يجلب نفعا ولا يدفع ضرا بل هو شر كله . قال ابن الملك : وإنما نهى عن الخذف لأنه لا مصلحة فيه ، ويخاف من فساده ، ويلتحق به كل ما شاركه في هذا المعنى ( متفق عليه ) : وفي الجامع الصغير : نهى عن الخذف ، ورواه أحمد ، رواه البخاري ، ومسلم ، وأبو داود ، وابن ماجه ، عن عبد الله بن مغفل اهـ . وهو يؤيد أن فاعل قال ، إنما هو عبد الله والله تعالى أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية