صفحة جزء
342 - وعن ) أنس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدخل الخلاء ، فأحمل أنا وغلام إداوة ، من ماء . وعنزة يستنجي بالماء . متفق عليه .


342 - ( وعن أنس قال كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يدخل الخلاء ) : ممدودا المتوضأ لخلو الإنسان فيه قاله الطيبي وفي شرح الأبهري قال الشيخ : المراد بالخلاء هنا الفضاء لما في رواية أخرى : كان إذا خرج لحاجته ولقرينة حمل العنزة مع الماء ، وأيضا الأخلية التي في البيوت كانت خدمته فيها متعلقة بأهله ، وقد أشار البخاري أن الغلام هو ابن مسعود ( فأحمل أنا وغلام ) : أي : ابن مسعود ، وقيل : بلال ، أو أبو هريرة ( إداوة ) أي : مطهرة وهي ظرف من جلد يتوضأ منه ( من ماء ) : أي مملوءة منه ( وعنزة ) : بالنصب عطفا على إداوة أي : أحدنا يحمل الإداوة والآخر العنزة .

قال الطيبي : بفتح النون أطول من العصا وأقصر من الرمح ، فيها سنان ، وحملها لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يبعد عن الناس بحيث لا يرونه دفعا لضرر وغائلة ولينبش الأرض الصلبة لئلا يرتد البول إليه اهـ . وقيل : لسترته في الصلاة لأنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان إذا استنجى توضأ ، وإذا توضأ صلى ، وقيل : ليركزها بجنبه لتكون إشارة إلى منع من يروم المرور بقربه ( يستنجي ) : أي : يزيل النجوة والعذرة ( بالماء ) ويؤخذ منه ومن غيره أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان يقتصر على الماء تارة وعلى الحجر أخرى ، وكثيرا ما كان يجمع بينهما ( متفق عليه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية