صفحة جزء
[ ص: 379 ] 344 - وعن جابر - رضي الله عنه - قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد البراز انطلق حتى لا يراه أحد . رواه أبو داود .


344 - ( وعن جابر قال : كان النبي ) : وفي نسخة : رسول الله ( - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد البراز ) بفتح الباء ، وقيل : بكسرها ، وقيل : إنه تصحيف ، أي : القضاء أو قضاء الحاجة ( انطلق ) : أي : ذهب في الصحراء ( حتى لا يراه ) : أي : إلى أن يصل إلى موضع لا يراه فيه ( أحد ) ثم يجلس . قال الطيبي : البراز بفتح الباء اسم للفضاء الواسع كنوا به عن حاجة الإنسان يقال : تبرز إذا تغوط وهما كنايتان حسنتان يتعففون عما يفحش ذكره صيانة للألسنة عما تصان عنه الأبصار وكسر الباء فيه غلط لأن البراز بالكسر مصدر بارز في الحرب اهـ .

وفي النهاية لابن الأثير ، قال الخطابي : المحدثون يروونه بالكسر وهو خطأ لأنه بالكسر مصدر من المبارزة في الحرب . وقال الجوهري بخلافه ، وهذا لفظه : البراز المبارزة في الحرب ، والبراز أيضا كناية عن ثقل الغذاء وهو الغائط ثم قال : والبراز بالفتح الفضاء الواسع اهـ .

والظاهر أن المراد من قوله المحدثون بعضهم وتخطئتهم غير صواب ، فإن روايتهم أقوى من اللغويين عند انفرادهما ، فكيف إذا توافقا وقد قال صاحب القاموس أيضا البراز ككتاب الغائط ، نعم ، المختار فتح الباء لعدم اللبس بخلاف الكسر ، فإنه مشترك بين المعنيين والله أعلم . ( رواه أبو داود ) . قال ابن حجر : بسند حسن . وقال ميرك : وابن ماجه أيضا وفي إسناده إسماعيل بن محمد الكوفي ، نزيل مكة شرفها الله ، وقد تكلم فيه غير واحد وفي الجامع الصغير : كان إذا أراد الحاجة أبعد رواه ابن ماجه عن بلال بن الحارث ، ورواه أحمد والنسائي ، وابن ماجه عن عبد الرحمن بن أبي قراد .

التالي السابق


الخدمات العلمية