صفحة جزء
3670 - وعن عوف بن مالك الأشجعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ، قال : قلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم

عند ذلك قال : لا ما أقاموا فيكم الصلاة لا ما أقاموا فيكم الصلاة ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة
. رواه مسلم .


3670 - ( وعن عوف بن مالك الأشجعي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : خيار أئمتكم ) بالهمزتين ويجوز إبدال الثانية ياء وهو جمع إمام ، والمراد هنا الولاة فإنهم كانوا أولا هم الأئمة ، فلما ولي الجهال والمتكبرون تركوا منصب الإمامة لنوابهم ( الذين تحبونهم ويحبونكم ) أي الذين عدلوا في الحكم فتنعقد بينكم وبينهم مودة ومحبة ( وتصلون عليهم ويصلون عليكم ) قال الأشرف رحمه الله : الصلاة هنا بمعنى الدعاء أي تدعون لهم ويدعون لكم ، ويدل عليه قوله : وفي قسيمه ( تلعنونهم ويلعنونكم ) ، وكذا في شرح مسلم وقال المظهر : أي يصلون عليكم إذا متم وتصلون عليهم إذا ماتوا عن الطوع والرغبة ، قال الطيبي : ولعل هذا الوجه أولى أي ( تحبونهم ويحبونكم ) ما دمتم في قيد الحياة فإذا جاء الموت يترحم بعضكم على بعض ويذكر صاحبه بخير ( وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ) أي تدعون عليهم ويدعون عليكم أو تطلبون البعد عنهم لكثرة شرهم ويطلبون البعد عنكم لقلة خيركم ( قال : قلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم ) أي أفلا نعزلهم ولا نطرح [ ص: 2396 ] عهدهم ولا نحاربهم ( عند ذلك ) أي إذا حصل ما ذكر ( قال : لا ) أي لا تنابذوهم ( ما أقاموا فيكم الصلاة ) أي مدة إقامتهم الصلاة فيما بينكم ; لأنها علامة اجتماع الكلمة في الأمة ، قال الطيبي : فيه إشعار بتعظيم أمر الصلاة وأن تركها موجب لنزع اليد عن الطاعة كالكفر على ما سبق في حديث عبادة : إلا أن تروا كفرا بواحا . الحديث ولذلك كرره وقال : ( ألا ) للتنبيه ( من ولي ) بصيغة المجهول من التولية بمعنى التأمير أي أمر ( عليه وال فرآه ) أي المولى عليه الوالي ( يأتي شيئا من معصية الله ) إشارة إلى قوله تعالى فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون والمعنى فلينكره بقلبه فإن لم يستطع بلسانه ( ولا ينزعن يدا من طاعة ) أي بالخلع والخروج عليه ( رواه مسلم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية