صفحة جزء
[ ص: 2433 ] [ 3 ] باب رزق الولاة وهداياهم

الفصل الأول

745 - عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما أعطيكم ولا أمنعكم ، أنا قاسم أضع حيث أمرت " . رواه البخاري .


[ 3 ] باب رزق الولاة وهداياهم

هو من إضافة المصدر إلى الفاعل لقوله - صلى الله عليه وسلم - : ( من استعملناه على عمل فرزقناه رزقا ) الحديث ، وسيأتي ، والفرق بين الرزق والعطاء أن العطاء ما يخرج للجندي من بيت المال في السنة مرة ، أو مرتين ، والرزق ما يخرج له كل شهر .

الفصل الأول

3745 - ( عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حين قسم الأموال لئلا يقع شيء في قلوب أصحابه من أجل التفاضل في القسمة ( ما أعطيكم ولا أمنعكم ) : أي لا أعطي أحدا منكم شيئا تميل نفسي إليه ، ولا أمنعه لعدم إقبال قلبي عليه ، بل كل ذلك لأمر الله تعالى ، وإنما ذكر الفعلين بصيغة المضارع دون الماضي دلالة على استمرارها في كل حال وزمان ، وهذا معنى قوله : ( أنا قاسم أضع ) : أي كل شيء من المنع والعطاء ( حيث أمرت ) : قال الطيبي : قوله : أنا قاسم جملة مبينة للكلام السابق ، وفيه معنى الاختصاص لتقدم الفاعل المعنوي ، كقوله : أنا كفيت سهمك ، ولو لم يذهب إلى الاختصاص لم يستقم أن يكون بيانا ; لأن معنى ما أعطيكم ما أعطيتكم ، وما أمنعكم ما منعتكم ، وإنما المعطي والمانع هو الله تعالى ، وإنما أنا قاسم أقسم بينكم بأمر الله وأضع حيث أمرت ، فيكون قوله : أضع حيث أمرت بيانا للبيان ، وفيه حجة على من قال : إن مثل " أنا عارف " لا يفيد الاختصاص ; لأنه ليس بفعل مثل " أنا عرفت " اهـ . وفي الحديث التفات إلى قوله تعالى : ومنهم ; أي من المنافقين ( من يلمزك في الصدقات ) ; أي يعيبك في تقسيمها ( فإن أعطوا منها ) ; أي كثيرا رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون خيرا لهم . ( رواه البخاري ) : وروى الحاكم عنه ولفظه : أنا أبو القاسم الله يعطي وأنا أقسم .

التالي السابق


الخدمات العلمية