صفحة جزء
3766 - وعن زيد بن خالد - رضي الله عنه - ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ألا أخبركم بخير الشهداء ؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها " . رواه مسلم .


3766 - ( وعن زيد بن خالد - رضي الله عنه - ) : أي الجهني لم يذكره المؤلف ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ألا أخبركم بخير الشهداء ؟ ) جمع شاهد ( الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها ) : بصيغة المجهول ; أي : قبل أن تطلب منه الشهادة . قال النووي : فيه تأويلان . أصحهما وأشهرهما تأويل مالك وأصحاب الشافعي ، أنه محمول على من عنده شهادة ; لإنسان بحق ، ولا يعلم ذلك الإنسان أنه شاهد ، فيأتي إليه فيخبره بأنه شاهد له ; لأنها أمانة له عنده ، والثاني : أنه محمول على شهادة الحسبة في غير حقوق الآدميين كالطلاق والعتق والوقف والوصايا العامة والحدود ونحو ذلك ، فمن علم شيئا من هذا النوع وجب عليه رفعه إلى القاضي وإعلامه به . قال تعالى : ( وأقيموا الشهادة لله ) . وحكي تأويل ثالث أنه محمول على المبالغة في أداء الشهادة بعد طلبها ، كما يقال : الجواد يعطي قبل السؤال ; أي : يعطي سريعا عقيب السؤال من غير توقف ، وليس في هذا الحديث مناقضة للحديث الآخر من قوله - صلى الله عليه وسلم - : " يشهدون ولا يستشهدون " . قال أصحابنا : إنه محمول على من معه شهادة لا يسأل ، وهو عالم بها ، فيشهد قبل أن تطلب منه ، وقيل : إنه شاهد زور فيشهد بما لا أصل له ، ولم يستشهد . وقيل : هو الذي انتصب شاهدا وليس هو من أهل الشهادة . ( رواه مسلم ) : وكذا مالك ، وأحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وروى الطبراني عنه بلفظ : " خير الشهادة ما شهد بها صاحبها قبل أن يسألها " .

التالي السابق


الخدمات العلمية