صفحة جزء
3904 - وعنه ، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك حتى تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة " . متفق عليه .


3904 - ( وعنه ) : أي : عن جابر رضي الله عنه ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا دخلت ) : أي : قاربت دخول ( بلدك ) : يعني ليلا ، كما في نسخة صحيحة ( فلا تدخل على أهلك ) ; أي : ليلا ، أو على غفلة ( حتى تستحد المغيبة ) : بضم الميم وكسر الغين ; أي حتى تستعد بالنظافة التي غاب عنها زوجها مستقبلة لوصوله على أحسن الوجوه ، ولذا قال : ( وتمشط الشعثة ) : بفتح فكسر ; أي : تعالج بالمشط المتفرقة الشعر لتصون القادم من سوء المنظر . وقال التوربشتي : الاستحداد حلق شعر العانة ، وأغابت المرأة إذا غاب عنها زوجها فهي مغيبة بالهاء وشذ بلا هاء ، وأراد بالاستحداد أن تعالج شعر عانتها بما منه المعتاد من أمر النساء يعني من النتف والتنور ، ولم يرد به استعمال الحديد ، فإن ذلك غير مستحسن في أمرهن . قال النووي : هذه كلها تكره لمن طال سفره ، وأما من كان سفره قريبا يتوقع إتيانه ليلا فلا بأس لقوله : إذا طال الرجل الغيبة ، وكذا إذا كان في قفل عظم ، أو عسكر ونحوهم ، واشتهر قدومهم ، وعلمت امرأته وأهله أنه قادم فلا بأس بقدومه ليلا لزوال المعنى الذي هو سببه ، فإن المراد التهيؤ وقد حصل ذلك . قلت : لكن لا بد من دق الباب وانتظار الجواب ( متفق عليه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية