صفحة جزء
3938 - وعن كعب بن مالك رضي الله عنه ، قال : لم يكن رسول الله يريد غزوة إلا ورى بغيرها ، حتى كانت تلك الغزوة يعني غزوة تبوك - غزاها رسول الله في حر شديد ، واستقبل سفرا بعيدا ، ومفازا وعدوا كثيرا ، فجلى للمسلمين أمرهم ، ليتأهبوا أهبة غزوهم ، فأخبرهم بوجهه الذي يريد . رواه البخاري .


3938 - ( وعن كعب بن مالك ) : أي : الأنصاري رضي الله عنه الخزرجي شهد العقبة الثانية والمشاهد بعدها غير تبوك ، وكان أحد شعراء النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ، والآخران هلال بن أمية ومرارة بن ربيعة ، روى عنه جماعة ، مات سنة خمسين ، وهو ابن سبع وسبعين سنة بعد أن عمي ، كذا ذكره المؤلف . ( قال : لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد غزوة إلا ورى بغيرها ) : في النهاية : ورى بغيره ; أي ستره وكنى عنه ، وأوهم أنه يريد غيره ، وأصله من الوراء ; أي : ألقى البيان وراء ظهره قال ابن الملك : أي : سترها بغيرها ، وأظهر أنه يريد بها لما فيه من الحزم وإغفال العدو ، والأمن من جاسوس يطلع على ذلك فيخبر به العدو ، وتوريته - صلى الله عليه وسلم - كان تعريضا بأن يريد مثلا غزوة مكة ، فيسأل الناس عن حال خيبر وكيفية طرقها لا تصريحا بأن يقول : إني أريد غزوة أهل الموضع الفلاني ، وهو يريد غيرهم ; لأن هذا كذب غير جائز . ( حتى كانت تلك الغزوة ) : أي : غزوة العسرة ( يعني ) : أي : يريد كعب بتلك الغزوة ( غزوة تبوك ) : وهو موضع قريب الشام ( غزاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حر شديد ) : استئناف مبين للعلة ( واستقبل سفرا بعيدا ، ومفازا ) : أي : برية قفرا ( وعدوا كثيرا ، فجلى ) : بتشديد اللام ; أي : فأظهر ( للمسلمين أمرهم ، ليتأهبوا أهبة غزوهم ) : بضم الهمزة ; أي : ليتهيئوا عدة قتالهم ( فأخبرهم بوجهه الذي يريد ) : أي : صريحا ( رواه البخاري ) : قال ميرك : الحديث متفق عليه لكن اللفظ للبخاري .

التالي السابق


الخدمات العلمية