صفحة جزء
[ ص: 404 ] 393 - وقيل لعبد الله بن زيد بن عاصم : كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ؟ فدعا بوضوء فأفرغ على يديه فغسل يديه مرتين مرتين ، ثم مضمض واستنثر ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ، ثم مسح رأسه بيديه ، فأقبل بهما وأدبر ، بدأ بمقدم رأسه ، ثم ذهب بهما إلى قفاه ، ثم ردها حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ، ثم غسل رجليه . رواه مالك ، والنسائي . ولأبي داود نحوه ذكره صاحب الجامع .


393 - ( وقيل لعبد الله بن زيد بن عاصم ) : أنصاري مازني من مازن بن النجار قيل : شارك وحشيا في قتل مسيلمة الكذاب ، قتل يوم الحرة ، شهد أحدا ولم يشهد بدرا كذا قاله الطيبي ، وفي التهذيب رمى وحشي مسيلمة بالحربة ، وقتله عبد الله بسيفه وقال المصنف : قتل عبد الله يوم الحرة سنة ثلاث وسبعين ، وروى عنه عباد بن تميم وابن المسيب ( كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ؟ فدعا بوضوء ) بفتح الواو : ما يتوضأ به ، والباء للتعدية أي طلبه ( فأفرغ ) أي : صب الماء ( على يديه : بالتثنية ، وفي المصابيح على يده اليمنى ، ويؤيده الإظهار في موضع الإضمار في قوله : ( فغسل يديه ) أي : إلى الرسغين ( مرتين مرتين ) : ليس في المصابيح تكرار . قال ابن حجر : وجه الاحتياج إلى التكرير أن الاقتصار على الأول يوهم التوزيع واقتصاره - صلى الله عليه وسلم - على ذلك لبيان الجواز وإلا فقد صح عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه فعل الثلاث وقال : " من زاد على ذلك أو نقص فقد أساء وظلم " اهـ . ولعل حذف البسملة والنية لأنهما من الأقوال دون الأفعال أو لأنهما تخفيان ، والسواك ليس من مختصات الوضوء ( ثم مضمض واستنثر ثلاثا ) تنازع فيه الفعلان ( ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يديه مرتين مرتين ) : كذا كرر مرتين ( إلى المرفقين ) : بكسر الميم وفتح الفاء وبالعكس أي : معهما ( ثم مسح رأسه بيديه فأقبل ) : بيان للمسح ( بهما وأدبر ، بدأ ) : تفسير لقوله فأقبل وأدبر ( بمقدم رأسه ) : أي وضع كفيه وأصابعه عند مقدم رأسه ( ثم ذهب بهما ) : أي : أمرهما حتى وصل ( إلى قفاه ، ثم ردهما ) أي : على جنبي الرأس ( حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ) : وهو الوجه المستحب من مسح الرأس وسنية مسح الأذنين بمائه يعرف من محل آخر ( ثم غسل رجليه . رواهمالك والنسائي ) أي : بهذا اللفظ ( ولأبي داود نحوه ) أي : بمعناه ( ذكره صاحب الجامع ) : أي : جامع الأصول وهو ابن الأثير .

التالي السابق


الخدمات العلمية