صفحة جزء
4169 - وعن قتادة - رضي الله عنه - عن أنس ، قال : ما أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - على خوان ، ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق . قيل لقتادة : علام يأكلون ؟ قال : على السفر " . رواه البخاري .


4169 - وعن قتادة - رضي الله عنه - عن أنس - رضي الله عنه - ) : زيادة قتادة لما سيأتي من الفائدة ( قال ) : أي أنس - رضي الله عنه - ( ما أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - ) : أي طعاما ( على خوان ) : بكسر الخاء المعجمة ويضم أي مائدة . قال التوربشتي : الخوان الذي يؤكل عليه معرب ، والأكل عليه لم يزل من دأب المترفين وصنيع الجبارين لئلا يفتقروا إلى التطاطؤ عند الأكل . ( ولا في سكرجة ) بضم السين والكاف والراء المشددة [ ص: 2696 ] وبفتح الأخير في النهاية : هي إناء صغير فارسية اهـ . وقيل : هي قصعة صغيرة والأكل منها تكبر ومن علامات البخل وقال التوربشتي : الرواة يضمون الأحرف الثلاثة من أولها ، وقيل : إن الصواب فتح الراء منها وهو الأشبه ؛ لأنه فارسي معرب ، والراء في الأصل منه مفتوحة ، والعجم كانت تستعملها في الكواميخ وما أشبهها من الجوارشات - يعني المخللات - على الموائد حول الأطعمة للتشهي والهضم ، فأخبر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يأكل على هذه الصفة قط . ( ولا خبز ) : ماض مجهول ( له ) : أي لأجله - صلى الله عليه وسلم - ( مرقق ) : أي ملين محسن ، كخبز الحوارى وشبهه ، ذكره السيوطي ، ويمكن أن يراد به خبز الرقاق وهو الموسع الدقاق كما هو المستعمل في خراسان والعراق . ( قيل لقتادة : علام يأكلون ؟ ) : أي الصحابة الذين يقتدون بسنته ويقتفون آثار طريقته ، وفي نسخة بالخطاب ، : وهو خلاف الرواية والدراية ، ويرده رواية : ما كانوا يأكلون ؟ ، وفي روايات الترمذي . " قال يونس : فقلت لقتادة : فعلى ما كانوا يأكلون ؟ " ، قال ميركشاه : كذا هو في نسخ الشمائل بإشباع فتحة الميم ، وكذا هو عند بعض رواة البخاري وعند أكثرهم فعلام . بميم مفردة اهـ .

واعلم أن حرف الجر إذا دخل على " ما " الاستفهامية حذف الألف لكثرة الاستعمال ، لكن قد ترد في الاستعمالات القليلة على الأصل نحو قول حسان : على ما قال يشتمني لئيم

ثم اعلم أنه إذا اتصل الجار بما الاستفهامية المحذوفة الألف نحو : حتام وعلام كتب معها بالألف لشدة الاتصال بالحروف ، والمعنى : على أي شيء كانوا يأكلون . ( قال ) : أي قتادة ( على السفر ) : بضم ففتح جمع سفرة . في النهاية : السفرة الطعام يتخذه المسافر ، وأكثر ما يحمل في جلد مستدير ، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به كما سميت المزادة راوية ، وغير ذلك من الأسماء المنقولة اهـ .

ثم اشتهرت لما يوضع عليه الطعام جلدا كان أو غيره ، ما عدا المائدة لما مر من أنها شعار المتكبرين غالبا ، فالأكل عليها سنة وعلى الخوان بدعة ، لكنها جائزة ( رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية