صفحة جزء
الفصل الثاني

4247 - عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : " أيما مسلم ضاف قوما ، فأصبح الضيف محروما ؟ كان حقا على كل مسلم نصره حتى يأخذ له بقراه من ماله وزرعه " . رواه الدارمي وأبو داود .

وفي رواية له : " وأيما رجل ضاف قوما فلم يقروه ، كان له أن يعقبهم بمثل قراه " .


الفصل الثاني

4247 - ( عن المقدام بن معدي كرب - رضي الله عنه - سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : أيما مسلم ضاف قوما ) : أي نزل عليهم ضيفا ( فأصبح الضيف ) : أي صار ( محروما كان حقا على كل مسلم نصره ) : وفي رواية أحمد والحاكم عنه : " فإن نصره حق على كل مسلم " . قال الطيبي قوله : فأصبح الضيف مظهرا أقيم مقام المضمر إشعارا بأن المسلم الذي ضاف قوما يستحق لذاته أن يقري فمن منع حقه فقد ظلمه ، فحق لغيره من المسلمين نصره . ( حتى يأخذ له بقراه ) : بكسر القاف أي بضيافته ، والمعنى " بمثل قراه " كما في الرواية الأخرى ، وفي رواية " بقرى ليلته " أي : بقدر أن يصرف في ضيافته [ ص: 2736 ] من ماله وزرعه ) : وتوحيد الضمير مع ذكر القوم باعتبار المنزل عليه ، والمضيف وهو واحد ( رواه الدارمي ، . وأبو داود ) .

( وفي رواية له ) : أي لأبي داود ( وأيما رجل ) : الظاهر حذف العاطف ، فإنه بدل عن تلك الرواية لا أنه زيادة عليها ، فإن مؤداها واحد ( ضاف قوما فلم يقروه ) : بسكون القاف وضم الراء أي : لم يضيفوه ( كان له ) : أي للضيف ( أن يعقبهم ) : بضم الياء وكسر القاف أي : يتبعهم ويؤاخذهم بأن يأخذ من مالهم عقيب صنعهم . ( بمثل قراه ) : أي قدر قراه عادة . قال الطيبي رحمه الله : وهذا في أهل الذمة من سكان البوادي إذا نزل بهم مسلم اهـ . والصحيح أن المراد به المضطر النازل بأحد ، فيجب عليه ضيافته . مما يحفظ عليه إمساك رمقه ، وقيل بمقدار ما يشبعه لأنه مسافر ، فإن امتنع يجوز له أخذه سرا أو علانية إن قدر على ذلك ، هذا وقد رواه الحاكم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - ولفظه : " أيما ضيف نزل بقوم فأصبح الضيف محروما فله أن يأخذ بقدر قراه ولا حرج عليه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية