صفحة جزء
4250 - وعن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " مثل المؤمن ومثل الإيمان كمثل الفرس في آخيته يجول ، ثم يرجع إلى آخيته ، وإن المؤمن يسهو ، ثم يرجع إلى الإيمان ، فأطعموا طعامكم الأتقياء ، وأولوا معروفكم المؤمنين " . رواه البيهقي في " شعب الإيمان " وأبو نعيم في " الحلية " .


4250 - ( وعن أبي سعيد ) : أي الخدري - رضي الله تعالى عنه - ( عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : مثل المؤمن ) : بفتحتين أي صفته العجيبة ( ومثل الإيمان ) : أي : في حالته الغريبة ( كمثل الفرس في آخيته ) : همزة ممدودة فمعجمة مكسورة فتحتية مشدودة ، عروة حبل في وتد يدفن طرفا الحبل في أرض فيصير وسطه كالعروة ، ويشد بها الدابة في العلف ( يجول ) : أي يدور ( ثم يرجع إلى آخيته ) : والمعنى أن المؤمن مربوط بالإيمان لا انفصام له عنه ، وأنه إن اتفق أن يحوم حول المعاصي يتباعد عن قضية الإيمان من ملازمة الطاعة ، فإنه يعود بالآخرة إليه بالندم والتوبة ، ويتدارك ما فاته من العبادة وهو المراد بقوله : ( وإن المؤمن يسهو ) : أي عن الإيمان بالغفلة عن مراتب الإحسان ( ثم يرجع إلى الإيمان ) : أي بعون الرحمن ( فأطعموا ) : جزاء شرط محذوف أي : إذا كان حكم الإيمان حكم الآخية فقووا الوسائل بينكم وبينه وأطعموا ( طعامكم الأتقياء ) : وإنما خص - صلى الله عليه وسلم - الأتقياء بالإطعام ; لأن الطعام يصير جزءا [ ص: 2738 ] لبدن فيتقوى به على الطاعة ; فيدعو لك ، ويستجاب دعاؤه في حقك . وروي : " لا تأكل إلا طعام تقي ، ولا يأكل طعامك إلا تقي " ، وليس كذلك سائر المعروف ، ولهذا عممه لعموم المؤمنين بقوله : ( وأولوا ) : من الإيلاء وهو الإعطاء ، أي خصوا ( معروفكم ) : أي إحسانكم ( المؤمنين ) : أي أجمعين دون المنافقين والكافرين ( رواه البيهقي في " شعب الإيمان " ، وأبو نعيم في الحلية ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية