صفحة جزء
4287 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : كنا ننبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاء يوكأ أعلاه ، وله عزلاء ننبذه غدوة ، فيشربه عشاء ، وننبذه عشاء فيشربه غدوة رواه مسلم .


4287 - ( وعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : كنا ننبذ ) : بكسر الموحدة لا غير ، ويجوز ضم النون الأولى مع تخفيف الموحدة وتشديدها . وفي القاموس : النبذ . الطرح والفعل كضرب ، والنبيذ الملقى وما نبذ من عصير ونحوه ، وقد نبذه وأنبذه وانتبذه ونبذه أي نطرح الزبيب ونحوه . ( لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاء ) : بكسر أوله ممدودا ( يوكأ أعلاه ) : أي يشد رأسه بالوكاء وهو الرباط ، واعلم أن قوله : يوكأ بالهمز في الأصول المعتمدة ، [ ص: 2756 ] وفي بعض النسخ بالألف المقصورة على صورة الياء ، ففي المصباح : أوكأت السقاء بالهمز شددت فمه بالوكاء ، وفي المغرب : أوكأ السقاء شده بالوكاء وهو الرباط ، ومنه السقاء الموكأ ، ولم يذكره صاحب القاموس في المهموز ، وإنما ذكره في المعتل ، وقال : الوكاء ككساء رباط القربة وغيرها ، وقد وكاها وأوكاها وعليها اهـ . فالصحيح أنه معتل ، وقوله : بالهمز في عبارة المصابيح يحتمل أن يكون قيدا للسقاء فتوهم أنه للفعل فكتب بالهمز ، وكان حقه أن يكتب أوكيت ، ومما يؤيد ذلك قوله : " أوكوا " في الحديث الآتي بضم الكاف في الأصول المعتمدة والله أعلم . قال القاضي : وقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتغطية الأواني وشد أفواه الأسقية حذرا من الهوام . ( وله ) : أي للسقاء ، ( عزلاء ) : بمهملة مفتوحة فزاي ساكنة ممدودة أي ما يخرج منه الماء ، والمراد به فم المزادة الأسفل . قال ابن الملك : أي له ثقبة في أسفله ليشرب منه الماء ، وفي القاموس : العزلاء مصب الماء من الراوية ونحوها اهـ . والواو للحال وقوله : ( ننبذه ) : استئناف أي نحن نطرح التمر ونحوه في السقاء ( غدوة ) : بالضم ما بين صلاة الغدوة وطلوع الشمس ( فيشربه ) : أي هو يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك المنبوذ ( عشاء ) : بكسر أوله ، وهو ما بعد الزوال إلى المغرب على ما في النهاية . ( وننبذه عشاء فيشربه غدوة . رواه مسلم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية