صفحة جزء
4296 - وفي رواية لمسلم ، قال : " غطوا الإناء ، وأوكوا السقاء ، وأغلقوا الأبواب ، وأطفئوا السراج ; فإن الشيطان لا يحل سقاء ، ولا يفتح بابا ، ولا يكشف إناء ، فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودا ، ويذكر الله فليفعل ; فإن الفويسقة تضرم على أهل البيت " .


4296 - ( وفي رواية لمسلم ) : وكذا ابن ماجه ( قال ) : أي النبي - صلى الله عليه وسلم - ( غطوا الإناء ، وأوكوا السقاء ، وأغلقوا الأبواب ) : ولعل إيراده بصيغة الجمع خصوصا لزيادة الاهتمام به ( وأطفئوا السراج ; فإن الشيطان لا يحل ) : بضم الحاء ( سقاء ولا يفتح بابا ، ولا يكشف إناء ) : أي بشرط التسمية عند الأفعال جميعها ( فإن لم يجد أحدكم ) : أي ما يغطي به الإناء ( إلا أن يعرض ) : أي يضع بالعرض ( على إنائه عودا ويذكر اسم الله ) : أي عليه عند وضعه ( فليفعل ) : أي ندبا ( فإن الفويسقة ) : تعليل قوله : وأطفئوا السراج ، واعترض بينهما بالعلل للأفعال السابقة ، ولو ثبت الرواية هنا بالواو لكانت العلل مرتبة على طريق اللف والنشر ، ثم رأيت في القاموس ، أن الفاء تجيء بمعنى الواو ، المعنى أن الفأرة ، ( تضرم ) : بضم التاء وكسر الراء المخففة ، وفي نسخة بتشديدها أي توقد النار وتحرق ( على أهل البيت بيتهم ) : قال النووي : هذا عام يدخل فيه السراج وغيره ، وأما القناديل المعلقة ، فإن خيف بسببها حريق دخلت في ذلك " ، وإلا فلا بأس لانتفاء العلة .

[ ص: 2760 ] وقال القرطبي : جميع أوامر هذا الباب من باب الإرشاد إلى المصلحة ، ويحتمل أن تكون للندب لا سيما فيمن ينوي امتثال الأمر ، والإغلاق مقيد بالليل ، والأصل في جميع ذلك يرجع إلى الشيطان ؟ فإنه هو الذي يسوق الفأرة إلى الإحراق .

التالي السابق


الخدمات العلمية