صفحة جزء
[ ص: 2763 ] كتاب اللباس

الفصل الأول

4304 - عن أنس - رضي الله عنه - قال : " كان أحب الثياب إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يلبسها - الحبرة " متفق عليه .


كتاب اللباس

في القاموس : لبس الثوب كسمع لبسا بالضم ، واللباس بالكسر ، وأما لبس كضرب لبسا بالفتح ، فمعناه خلط ومنه قوله تعالى : ولا تلبسوا الحق بالباطل ، وإنما ذكرته للالتباس على كثير من الناس .

الفصل الأول

4304 - ( عن أنس - رضي الله تعالى عنه - قال : كان أحب الثياب ) : بالنصب أو الرفع ( إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يلبسها ) : قيل : بدل من الثياب ، وفي رواية الترمذي بدون " أن " فقيل : الجملة صفة لأحب أو الثياب وخرج به ما يفرشه ونحوه ، والضمير المنصوب للثياب أو لأحب ، والتأنيث باعتبار المضاف إليه ، ويؤيده ما في رواية الترمذي : " يلبسه " ، وقال الطيبي : أن يلبسها متعلق بأحب أي كان أحب الثياب لأجل اللبس . ( الحبرة ) : لاحتمال الوسخ ، ثم الحبرة بكسر الحاء المهملة وفتح الموحدة ، ففي النهاية : الحبرة من البرود ما كان موشيا مخططا . يقال : برد حبرة بوزن عنبة على الوصف والإضافة ، وهو برد يماني . قال ميرك : والرواية على ما صححه الجزري في تصحيح المصابيح رفع الحبرة على أنها اسم كان ، و " أحب " خبره ، ويجوز أن يكون بالعكس ، وهو الذي صححوه في أكثر نسخ الشمائل . قلت : وهو الظاهر المتبادر وإلا يقال : كان الحبرة أحب ، ورجح الأول بأن أحب وصف فهو أولى بكونه حكما ، وسيأتي لهذا في الحديث الأول من الفصل الثاني زيادة من التحقيق ، والله ولي التوفيق ، ثم الحبرة نوع من برود اليمن بخطوط حمر ، ربما تكون بخضر أو زرق ، فقيل : هي أشرف الثياب عندهم تصنع من القطن ; فلذا كان أحب ، وقيل لكونها خضراء وهي من ثياب أهل الجنة ، وقد ورد : أنه كان أحب الألوان إليه الخضرة على ما في رواية الطبراني في الأوسط ، وابن السني ، وأبي نعيم في الطب . قال القرطبي : سميت حبرة لأنها تحبر أي تزين والتحبير التحسين . قيل : ومنه قوله تعالى : فهم في روضة يحبرون ، وقيل : إنما كانت هي أحب الثياب إليه - صلى الله عليه وسلم - لأنه ليس فيه كثير زينة ، ولأنها أكثر احتمالا للوسخ ، قال الجزري : وفيه دليل على استحباب لبس الحبرة ، وعلى جواز لبس المخطط . قال ميرك : وهو مجمع عليه اهـ . وأغرب ابن حجر في قوله : وهو في الصلاة مكروه ، ثم الجمع بين هذا الحديث وبين ما سيأتي من أن أحب الثياب عنده كان القميص ، إما بما اشتهر في مثله من أن المراد أنه من جملة الأحب كما قيل فيما ورد في كثير من الأشياء : أنه أفضل العبادات والأعمال ، وإما بأن التفضيل راجع إلى الصفة ، فالقميص أحب الأنواع باعتبار الصنع ، والحبرة أحبها باعتبار اللون أو الجنس ، والله أعلم . ( متفق عليه ) : رواه أبو داود ، والنسائي .

التالي السابق


الخدمات العلمية