صفحة جزء
4322 - وعن علي - رضي الله عنه - قال : " أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة سيراء فبعث بها إلي فلبستها ، فعرفت الغضب في وجهه ، فقال : إني لم أبعث بها إليك لتلبسها ، إنما بعثت بها إليك لتشققها خمرا بين النساء " متفق عليه .


4322 - ( وعن علي - رضي الله عنه - قال : أهديت ) : بصيغة المجهول ( لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة ) : بالتنوين ، : والغالب أن يكون إزارا ورداء ، وقد ينون ; ولذا جاء صفته ( سيراء ) : ويحتمل أن يكون إفرادها مراعاة للفظ موصوفها . وفي بعض النسخ بالإضافة ، وهي بكسر السين المهملة وفتح تحتية ، ثم راء بعدها ألف ممدودة ، بردة يخالطها حرير ، وقيل : هي حرير محض وهو أشبه لما جاء في بعض الروايات لمسلم : " حلة من ديباج " ، وفي أخرى من سندس ، ولأنها هي المحرمة ، وأما المختلطة من حرير وغيره ، ففيه كلام سبق ( قال ) : علي ( فبعث بها ) : أي فأرسلها ( إلي فلبستها ) : أي وجئته ، لابسا ( فعرفت الغضب في وجهه ) : وهو إما لأن أكثرها أو كلها إبريسيم ; أو لأنه - رضي الله عنه - لم يتفكر أنها ليست من ثياب المتقين ، وكان ينبغي له أن يتحرى فيها ويقسمها ، فلما [ ص: 2769 ] غفل عن هذا المعنى ولبسها بناء على أنه لو لم يجز له لبسها لما أرسلها إليه غضب - صلى الله عليه وسلم - ( فقال : إني لم أبعث بها إليك لتلبسها ، إنما بعثت بها إليك لتشققها ) : بكسر القاف الأولى المشددة أي لتقطعها ( خمرا ) : بضمتين جمع خمار بكسر أوله وهو المقنعة ونصبه على الحال كقوله : خطته قميصا ، وقوله : ( بين النساء ) : يجوز أن يكون حالا من الضمير المنصوب ، أو صفة لخمرا على ما ذكره الطيبي ، والمعنى لتقطعها قطعة قطعة ، كل قطعة قدر خمار ، وتقسمها بين النساء . وفي رواية : " بين الفواطم " ، وهي فاطمة الزهراء البتول بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - وفاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي وجعفر وعقيل وطالب ، وهي أول هاشمية ولدت بهاشمي ، وفاطمة أم أسماء بنت حمزة ( متفق عليه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية