صفحة جزء
4344 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " يا عائشة إذا أردت اللحوق بي فليكفك من الدنيا كزاد الراكب ، وإياك ومجالسة الأغنياء ، ولا تستخلقي ثوبا حتى ترقعيه " . رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان . قال محمد بن إسماعيل : صالح بن حسان منكر الحديث .


4344 - ( وعن عائشة قالت : قال لي ) : أي خاطبني بالخصوص ( رسول الله " - صلى الله عليه وسلم - يا عائشة إن أردت اللحوق بي ) : أي الوصال على وجه الكمال في منصة الجمال ( فليكفك من الدنيا كزاد الراكب ) : أي مثله وهو فاعل يكف أي اقتنعي بشيء يسير من الدنيا ، فإنك عابر سبيل إلى منزل العقبى ( وإياك ومجالسة الأغنياء ) : أي فضلا أن تكون من أرباب الدنيا ; لأن مجالستهم تجر إلى محبة الشهوات واللهوات ; ولذا قيل : " لا تنظروا إلى أرباب الدنيا ; فإن بريق أموال الأغنياء ، يذهب برونق حلاوة الفقراء " ، وقد قال تعالى : ولا تمدن عينيك الآية ، وفي الحديث : " اتقوا مجالسة الموتى " قيل : ومن هم يا رسول الله ؟ قال : " الأغنياء " ، وذكر الديلمي في مسند الفردوس عن أنس مرفوعا : " اتركوا الدنيا لأهلها ; فإنه من أخذ منها فوق ما يكفيه أخذ من حتفه وهو لا يشعر " ، ( ولا تستخلقي ثوبا ) : بالخاء المعجمة والقاف أي لا تعديه خلقا من استخلق الذي هو نقيض استجد ، وعليه أكثر الشراح .

وقال الأشرف : وروي بالفاء من استخلف له إذا طلب له خلفا ، أي عوضا ، واستعماله في الأصل بمن ، لكن اتسع فيه بحذفها كما اتسع في قوله تعالى : واختار موسى قومه ، ( حتى ترقعيه ) : بتشديد القاف أي تخيطي عليه رقعة ، ثم تلبسيه مرة ، وفيه تحريض لها على القناعة باليسير ، والاكتفاء بالثوب الحقير ، والتشبيه بالمسكين والفقير . في شرح السنة ، قال أنس : رأيت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وهو يومئذ أمير المؤمنين ، وقد رقع ثوبه برقاع ثلاث لبد بعضها فوق بعض ، وقيل : خطب عمر - رضي الله عنه - وهو خليفة ، وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة اهـ . ( رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث صالح بن حسان ) : بتشديد السين ينصرف ولا ينصرف . قال محمد بن إسماعيل ) : أي البخاري ( صالح بن حسان منكر الحديث ) : وروى ابن عساكر ، عن أبي أيوب : أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يركب الحمار ، ويخصف النعل ، ويرقع القميص ، ويلبس الصوف ، ويقول : " من رغب عن سنتي ، فليس مني " .

التالي السابق


الخدمات العلمية