صفحة جزء
4537 - وعن أسماء بنت عميس - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سألها : " بم تستمشين ؟ " قالت : بالشبرم . قال : " حار جار " قالت : ثم استمشيت بالسنا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " لو أن شيئا كان فيه الشفاء من الموت ؟ لكان في السنا " . رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب .


4537 - ( وعن أسماء بنت عميس ) : بالتصغير قال المؤلف : هاجرت إلى أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب ، فولدت له هناك محمدا وعبد الله وعونا ، ثم هاجرت إلى المدينة فلما قتل جعفر تزوجها .

[ ص: 2873 ] أبو بكر الصديق ، وولدت له محمدا ، فلما مات الصديق تزوجها علي بن أبي طالب فولدت له يحيى ، روى عنها جماعة من أكابر الصحابة اهـ . وممن روى عنها عبد الله بن جعفر ، وعمر بن الخطاب ، وعبد الله بن عباس ، وأبو موسى الأشعري وعبد الله بن شداد - رضي الله عنهم أجمعين - ( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : بم تستمشين ) أي : بأي شيء تطلبين الإسهال ، والأصل فيه شرب المشي ، وفي النهاية : أي بما تسهلين بطنك ؟ ويجوز أن يراد به المشي الذي يعرض عند شرب الدواء . ( قالت بالشبرم ) : بضم شين معجمة فسكون موحدة وراء مضمومة نبت يسهل البطن ، وقيل : هو نوع من الشيح يقال له بالعجمي درمنه ، وقيل حب يشبه الحمص يطبخ ويشرب ماؤه للتداوي ، وقيل هو من العقاقير المسهلة . ( قال : حار ) بحاء مهملة وتشديد راء بينهما ألف ( جار ) : وكرر للتأكيد ، لأنه لا يليق بالإسهال ، وهو على ما ضبطناه في جميع النسخ المصححة ، و الأصول المعتمدة . وفي الكاشف : وروي حار جار بالجيم اتباعا للحار أو يار بالياء تحتها نقطتان والراء مشددة . قال بعض شراح المصابيح : الأول بحاء مهملة من الحر ، والثاني بجيم من الجر وفي نسخة هما بالحاء المهملة للتأكيد ، وفي نسخة حار يار على أن يارا تابع حار ، وهو في كلامهم أكثر . وقال الطيبي : جار بالجيم اتباع للحار بالحاء ، وكذلك يار بالياء تحتها نقطتان والراء المشددة ، وحران يران . وفي جامع الترمذي ، وسنن ابن ماجه ، وجامع الأصول ، وبعض نسخ المصابيح : حار حار أي : بالحاء المهملة فيها اهـ .

وأغرب من جعل الرواية الأولى الواقعة في المصابيح أصلا للمشكاة ، وقد عدل عنها المصنف إلى ما طابق الأصول ( قالت : ثم استمشيت بالسنا ) : بفتح السين مقصورا وهو السنا المكي كذا ذكره بعض الشراح ، وفي النهاية : السنا بالقصر نبت معروف من الأدوية له خمل إذا يبس ، فإذا حركته الريح سمع له زجل . الواحدة سناة . وفي الفائق : وقد يروى بالمد ، وفي القاموس : بالمد نبت مسهل للصفراء والسوداء والبلغم ( فقال النبي صلى الله عليه وسلم ) : أي بعدما سألني ثانيا أو حين ذكرت له من غير سؤال استعلاما واستكشافا ( لو أن شيئا كان فيه الشفاء من الموت ؟ لكان في السنا ) رواه الترمذي ، وابن ماجه ، وكذا أحمد والحاكم ( وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ) : وفي رواية ابن ماجه والحاكم بسند صحيح ، عن عبد الله بن أم حرام : ( عليكم بالسنا والسنوت ، فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام ) وهو الموت ، والسنوت قيل العسل ، وقيل الرب ، وقيل الكمون . وفي القاموس : السنوت ، كتنور وسنور الزبد ، والجبن ، والعسل ، وضرب من التمر ، والرب ، والشبت ، والرازيانج ، والكمون .

التالي السابق


الخدمات العلمية