صفحة جزء
4578 - وعنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا عدوى ولا هامة ولا صفر " فقال أعرابي : يا رسول الله ! فما بال الإبل تكون في الرمل لكأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " فمن أعدى الأول " . رواه البخاري .


4578 - ( وعنه ) : أي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا عدوى ولا هامة ولا صفر فقال أعرابي : يا رسول الله ! فما بال الإبل ) : أي ما شأن جماعة منها ( تكون في الرمل ) : هو خبر تكون ، وقوله : ( لكأنها ) : أي الإبل ( الظباء ) : بكسر أوله جمع الظبي حال من المستكن في الخبر ، وهو تتميم لمعنى النقاوة ، لأنه إذا كان في التراب ربما يلصق به شيء ( فيخالطها البعير الأجرب ) : أي الذي فيه جرب وحكة ( فيجربها ) ؟ من الإجراب أي يجعلها جربة بإعدائها ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : فمن أعدى الأول ) ؟ أي إن كان جربها حصل بالإعداء فمن أعدى البعير الأول ؟ والمعنى من أوصل الجرب إليه يبني بناء الإعداء عليه : بل الكل بقضائه وقدره في أول أمره وآخره . قال الطيبي : وإنما أتى بمن ، والظاهر أن يقال : فما أعدى الأول ; ليجاب بقوله : الله تعالى أي الله أعدى لا غيره ، وذكر أعدى للمشاكلة والازدواج ، كما في قوله : " كما تدين تدان " يعني ، وكان الظاهر أن يقول : فمن أعطى تلك العلة ؟ ( رواه البخاري ) . وفي الجامع أن قوله : ( فمن أعدى الأول ؟ ) رواه الشيخان وأبو داود عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية