صفحة جزء
[ ص: 2913 ] كتاب الرؤيا

الفصل الأول

4606 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لم يبق من النبوة إلا المبشرات " قالوا : وما المبشرات ؟ قال : " الرؤيا الصالحة " . رواه البخاري .


كتاب الرؤيا

قال النووي : مقصورة مهموزة ويجوز تركها تخفيفا . قلت : الصواب إبدالها أو تخفيفها ، وأما تركها فغير صحيح رواية ودراية . وقال الكشاف : الرؤيا بمعنى الرؤية إلا أنها مختصة بما كان منها في المنام دون اليقظة ، فلا جرم فرق بينهما بحرف التأنيث فيها مكان تاء التأنيث للفرق ، كما قيل في القربى والقربة . وفي القاموس : الرؤية النظر بالعين والقلب ، رأيته رؤية ورؤيا ، والرؤيا ما رأيته في منامك .

وقال الواحدي : الرؤيا مصدر كالبشرى والسقيا والشورى ، إلا أنه صار اسما لهذا المتخيل في المنام جرى مجرى الأسماء ، وقال المازري : مذهب أهل السنة أن حقيقة الرؤيا خلق الله في قلب النائم اعتقادات كخلقها في قلب اليقظان ، وهو سبحانه يفعل ما يشاء لا يمنعه نوم ولا يقظة ، وخلق هذه الاعتقادات في النائم علم على أمور أخر تلحقها في ثاني الحال كالغيم على المطر .

الفصل الأول

4606 - ( عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لم يبق من النبوة ) أي : من أجزائها ( إلا المبشرات ) : بكسر الشين المشددة . قال السيوطي : أي : الوحي منقطع بموتي ، ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون إلا الرؤيا ، والتعبير بالمبشرات خرج مخرج الأغلب ، فإن من الرؤيا ما تكون منذرة وهي صادقة يريها الله للمؤمن رفقا به ، ليستعد لما يقع قبل وقوعها . ( قالوا ) أي : بعض الصحابة ( وما المبشرات ؟ قال : الرؤيا الصالحة ) ، أي : الحسنة أو الصادقة ، وهي ما فيه بشارة أو تنبيه عن غفلة وأمثال ذلك . قال الطيبي : ومعنى الصالحة الحسنة ، ويحتمل أن تجري على ظاهرها ، وأن تجري على الصادقة ، والمراد بها صحتها ، وتفسير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المبشرات على الأول ظاهر ; لأن البشارة كل خبر صدق يتغير به بشرة الوجه واستعمالها في الخير أكثر ، وعلى الثاني مؤول إما على التغليب ، أو يحمل على أصل اللغة . ( رواه البخاري ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية