صفحة جزء
4631 - وعنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " . رواه مسلم .


4631 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا ) : قال النووي : هكذا هو في جميع الأصول والروايات بحذف النون من آخره اهـ . ولعل حذف النون للمجانسة والازدواج . قال الطيبي : ونحن استقرينا نسخ مسلم والحميدي وجامع الأصول وبعض نسخ المصابيح ، فوجدناها مثبتة بالنون على الظاهر . قلت : أما نسخ المشكاة المصححة المعتمدة المقروءة على المشايخ الكبار كالجزري ، والسيد أصيل الدين ، وجمال المحدث ، وغيرها من النسخ الحاضرة ، فكلها بحذف النون ، وما وجدنا نسخة فيها النون مثبتة ، وأما متن مسلم المصحح المقروء على جملة مشايخ منهم السيد نور الدين الإيجي قدس الله سره العزيز ، فهو بحذف النون ، نعم في الحاشية نسخة بثبات النون ، وأما تيسير الوصول إلى جامع الأصول ، فليس فيه إلا بحذف النون ، بل قوله : لا تدخلوا محذوف النون أيضا ، ولعل الوجه أن النهي قد يراد به النفي كعكسه المشهور عند أهل العلم ، والله سبحانه أعلم ، والمعنى : لا تؤمنون إيمانا كاملا ( حتى تحابوا ) : بحذف إحدى التاءين وتشديد الموحدة المضمومة ، أي : حتى يحب كل منكم صاحبه ( أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ) : قال الطيبي : واعلم أنه تعالى جعل إفشاء السلام سببا للمحبة ، والمحبة

[ ص: 2938 ] سببا لكمال الإيمان ، وإعلاء كلمة الإسلام ، وفي التهاجر والتقاطع والشحناء تفرقة بين المسلمين ، وهي سبب لانثلام الدين والوهن في الإسلام ، وجعل كلمة الذين كفروا العليا ، وقد قال تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا الآية ( رواه مسلم ) : وكذا أبو داود والترمذي .

التالي السابق


الخدمات العلمية