صفحة جزء
4640 - وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " إياكم والجلوس بالطرقات " . فقالوا : يا رسول الله ! ما لنا من مجالسنا بد نتحدث فيها . قال : " فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه " قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : " غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر " . متفق عليه .


4640 - ( وعن أبي سعيد الخدري - رضي الله تعالى عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إياكم والجلوس بالطرقات ) أي : فيها . وفي رواية على الطرقات ، وهي جمع الطرق جمع الطريق ( قالوا ) أي : بعض الأصحاب ( يا رسول الله ! ما لنا من مجالسنا بد ) : بضم موحدة وتشديد دال مهملة . قال الطيبي : من مجالسنا متعلق بقوله بد ، أي : ما لنا فراق منها ، والمعنى : أن الضرورة قد تلجئنا إلى ذلك ، فلا مندوحة لنا عنه ، ومن جملة ما نحتاج إليه ما بينه بقوله ( نتحدث فيه ) أي : يحدث بعضنا بعضا فيما يتعلق بأمر دنيوي أو أخروي ، كالمشاورة والمذاكرة ، والمعالجة والمعاملة والمصالحة . ( قال : فإذا أبيتم ) أي : امتنعتم عن ترك المجالسة بالكلية للضرورة الداعية إليها في الجملة وتركتم ( إلا المجلس ) : بفتح الميم على أنه مصدر ميمي بمعنى الجلوس ( فأعطوا الطريق حقه ) : ووقع في نسخة السيد جمال الدين بكسر اللام وهو غير مستقيم المعنى هنا ، فإنه اسم مكان أو زمان ، ولم يصح منه إرادة المصدر المراد في هذا المقام ، ففي القاموس : جلس يجلس جلوسا ومجلسا كمقعد والمجلس أي : بالكسر موضعه . وقال ابن الملك في شرح المشارق : المجلس بفتح اللام مصدر ميمي ، أي : إذا امتنعتم عن الأفعال إلا عن الجلوس في الطريق أي : إذا دعت حاجة لمصلحة الجيران وغيره فأعطوا الطريق حقه واقعدوا فيه بقدر الحاجة . ( قالوا : وما حق الطريق ) : ولعل وضع الظاهر موضع الضمير لئلا يتوهم رجوعه إلى الحق ; لأن حق الحق هو ترك القعود على الوجه المطلق ( يا رسول الله ؟ ) أي : بين لنا بما أراك الله ( قال : غض البصر ) أي : كفه عن النظر إلى المحرم أو منع النظر عن عورات الناس ( وكف الأذى ) أي : الامتناع عن أذى المارين بالتضييق وغيره ( ورد السلام ) أي : على المسلمين ( والأمر بالمعروف ) أي : على الوجه المعروف عند العارفين ( والنهي عن المنكر ) : لكن بحيث لا يتعدى إلى الأمر الأنكر ( متفق عليه ) : ورواه أحمد وأبو داود عن أبي سعيد على ما في الجامع .

التالي السابق


الخدمات العلمية