صفحة جزء
4642 - وعن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه القصة قال : " وتغيثوا الملهوف ، وتهدوا الضال " . رواه أبو داود عقيب حديث أبي هريرة هكذا ، ولم أجدهما في " الصحيحين " .


4642 - ( وعن عمر - رضي الله تعالى عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه القصة قال ) أي : عمر مرفوعا زيادة على الخدري ، وهو الظاهر المتبادر أو على أبي هريرة أيضا ، ولكن يحتاج إلى نقل صريح أو دليل صحيح إذ لا عبرة بقول الطيبي ، قوله : ( وتغيثوا ) : عطف على قوله : وإرشاد السبيل ، وحذف النون على تقدير " وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ، أو من وراء حجاب ، أو يرسل رسولا " . الكشاف : وحيا أو يرسل مصدران واقعان موقع الحال ; لأن أو يرسل في معنى إرسالا ، ثم قوله : تغيثوا بضم أوله من الإغاثة بالغين المعجمة والثاء المثلثة بمعنى : الإعانة ، وقوله : ( الملهوف ) أي : المطلق والمتحير في أمره ، وفي القاموس أي : المظلوم المضطر يستغيث وينحسر . ( وتهدوا الضال ) : بفتح التاء أي : ترشدوه إلى الطريق . وقال الطيبي بناء على ما اختاره من العطف ، والفرق بين إرشاد السبيل وهداية الضال أن إرشاد السبيل أعم من هداية الضال . ( رواه أبو داود عقيب حديث أبي هريرة ) : ولعل هذا هو مأخذ كلام الطيبي في العطف ، لكن ليس فيه نص على المطلوب . قال المؤلف : ( ولم أجدهما ) أي : حديثي أبي هريرة وعمر - رضي الله تعالى عنهما - ( في الصحيحين ) : كما يدل عليه صنيع البغوي ؛ حيث أورد الكل في الصحاح ، لكن قد تقدم الاعتذار عن هذا الاعتراض بأن ذكرهما إنما كان للتتميم والتكميل لما في الصحيحين لا بطريق الأصالة ، ومثل هذا يغتفر فتدبر ، والله أعلم بما تفعل وتذر .

التالي السابق


الخدمات العلمية