صفحة جزء
4645 - وعن معاذ بن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعناه ، فزاد ، ثم أتى آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته ، فقال : " أربعون " وقال : " هكذا تكون الفضائل " . رواه أبو داود .


4645 - ( وعن معاذ بن أنس - رضي الله تعالى عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمعناه ، وزاد ، ثم أتى آخر قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) : قيل : البركة الزيادة على الأصل ( ومغفرته ، فقال : أربعون . وقال : هكذا تكون الفضائل ) أي : تزيد المثوبات بكل لفظ يزيده المسلم ، كذا حرره بعض الشراح من أئمتنا : قال النووي : اعلم أن أفضل السلام أن يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فيأتي بضمير الجمع وإن كان المسلم عليه واحدا ، ويقول المجيب : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ويأتي بواو العطف في قوله : وعليكم . وأقل السلام أن تقول : السلام عليكم ، وإن قال السلام عليك أو سلام عليك حصل أيضا ، وأما الجواب فأقله : وعليك السلام أو وعليكم السلام ، فإن حذف الواو أجزأه ، واتفقوا على أنه لو قال في الجواب عليكم لم يكن جوابا ، فلو قال : وعليكم بالواو فهل يكون جوابا ؟ فيه وجهان . قال الإمام أبو الحسن الواحدي : أنت في تعريف السلام وتنكيره بالخيار .

قال النووي : ولكن الألف واللام أولى ، وإذا تلاقى رجلان وسلم كل واحد منهما على صاحبه دفعة واحدة ، أو أحدهما بعد الآخر ، فقال القاضي حسين وصاحبه أبو سعيد المتولي : يصير كل واحد منهما مبتدئا بالسلام ، فيجب على كل واحد أن يرد على صاحبه . وقال الشاشي : فيه نظر ، فإن هذا اللفظ يصلح للجواب ، فإذا كان أحدهما بعد الآخر كان جوابا ، وإن كانا دفعة لم يكن جوابا . قال : وهو الصواب ، ولو قال بغير واو ، فقطع الإمام الواحدي بأنه سلام يتحتم على المخاطب به الجواب ، وإن كان قد قلب اللفظ المعتاد وهو الظاهر ، وقد جزم به إمام الحرمين .

قال الطيبي ، فإن قلت : بين لي الفرق بين قولك : سلام عليكم والسلام عليك . قلت : لا بد للمعرف باللام من معهود إما خارجي أو ذهني ، فإذا ذهب إلى الأول كان المراد السلام الذي سلمه آدم عليه السلام على الملائكة في قوله - صلى الله عليه وسلم - قال لآدم اذهب فسلم على أولئك النفر ، فإنها تحيتك وتحية ذريتك . وإلى الثاني كان المراد جنس السلام الذي يعرفه كل واحد من المسلمين أنه ما هو ، فيكون تعريضا بأن ضده لغيرهم من الكفار ، وإليه الإشارة بقوله تعالى : والسلام على من اتبع الهدى ( رواه أبو داود ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية