صفحة جزء
4678 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس . فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحدا ، فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم قال : " من لا يرحم لا يرحم " . متفق عليه .

وسنذكر حديث أبي هريرة : " أثم لكع " في " باب مناقب أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليهم أجمعين " إن شاء تعالى .

وذكر حديث أم هانئ في " باب الإيمان " .


4678 - ( وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قبل ) : بتشديد الموحدة ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحسن بن علي وعنده الأقرع بن حابس ) . قال المؤلف : تميمي وفد على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد فتح مكة مع وفد بني تميم ، وكان من المؤلفة قلوبهم ، وكان شريفا في الجاهلية والإسلام ، استعمله عبد الله بن عامر على جيش العدة على خراسان ، وأصيب هو والحسن الجوزجاني ، روى عنه جابر وأبو هريرة . ( فقال الأقرع : إن لي عشرة من الولد ) : بفتحتين

[ ص: 2964 ] ويجوز ضم أوله وسكون ثانيه بمعنى الأولاد ( ما قبلت منهم أحدا ) ، أي : في مدة عمري أبدا ( فنظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) ، أي : نظر تعجب أو نظر غضب ( ثم قال : من لا يرحم لا يرحم ) . بسكون الميم ، وفي نسخة بضمها فيهما . قال الطيبي : يجوز فيه الجزم والرفع على أن من موصولة أو شرطية ، ولعل وضع الرحمة في الأول للمشاكلة ، فإن المعنى : من لم يشفق على الأولاد لا يرحمه الله تعالى ، أو أتى بالعام لتدخل الشفقة أوليا اهـ . والثاني أتم وفائدته أعم ولهذا حذف المفعول ليذهب الفهم كل المذهب ، فهو بالاعتبار أقرب وأنسب .

قال النووي : تقبيل الرجل خد ولده الصغير واجب ، وكذا غير خده من أطرافه ونحوها على وجه الشفقة والرحمة واللطف ، ومحبة القرابة سنة ، سواء كان الولد ذكرا أو أنثى ، وكذا قبلة ولد صديقه وغيره من صغار الأطفال على هذا الوجه ، وأما التقبيل بالشهوة فحرام بالاتفاق ، وسواء في ذلك الوالد وغيره اهـ . وكون تقبيل الرجل خد ولده الصغير واجبا يحتاج إلى حديث صريح أو قياس صحيح . ( متفق عليه ) .

وفي الجامع الصغير حديث : " من لا يرحم لا يرحم " أخرجه أحمد والشيخان والترمذي ، عن أبي هريرة ، وابن ماجه عن جرير . وفي رواية لأحمد والشيخين والترمذي عن جرير ، ولأحمد والترمذي أيضا عن أبي سعيد بلفظ : " من لا يرحم الناس لا يرحمه الله " . ورواه الطبراني عن جرير ولفظه : " من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء " . وفي رواية لأحمد عن جرير : " من لا يرحم لا يرحم ، ومن لا يغفر لا يغفر له " . وزاد الطبراني عن جرير ، " ومن لا يتب لا يتب عليه " اهـ .

فهذه الرواية نص على أن من في الحديث شرطية جازمة . قال المؤلف : ( وسنذكر حديث أبي هريرة - رضي الله عنه : أثم ) : بفتح المثلثة وشد الميم ، أي : أهناك ( لكع ) : بضم لام وفتح كاف غير منصرف وقد ينصرف وهو الصبي ، ويعني به حسنا ، فلم يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه . الحديث ( في " مناقب أهل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليهم أجمعين " إن شاء الله تعالى ) : متعلق بقوله : سنذكر . ( وذكر حديث أم هانئ في باب الإيمان ) : وفي حديثها : أنه - صلى الله عليه وسلم - قال لها : " مرحبا بأم هانئ " ففيه أن الترحيب سنة للقادم وغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية