صفحة جزء
[ ص: 2992 ] ( 7 ) باب الضحك

الفصل الأول

4745 - عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مستجمعا ضاحكا حتى أرى منه لهواته ، إنما كان يبتسم . رواه البخاري .


[ 7 ] باب الضحك

هو بكسر فسكون في الأصول ، وفي القاموس : ضحك ضحكا بالفتح وبالكسر وبكسرتين ككتف ، هذا ولعل المصنف أراد بالضحك المعنى الأعم الشامل للتبسم ، وإلا فكان أكثر ضحكه - صلى الله عليه وسلم - تبسما ، أو أراد بالضحك من حيث هو استدلالا على جوازه بوقوعه منه - صلى الله عليه وسلم - ومن أصحابه رضي الله عنهم ، وأما ما نقل البغوي في تفسيره عند قوله تعالى : لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ، عن ابن عباس أنه قال : الصغيرة التبسم ، والكبيرة الضحك ، فمحمول على سخرية الكفار بالمؤمنين ، أو جهلة الفجار بالعلماء الصالحين ، كما أخبر الله سبحانه بقوله : إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون .

الفصل الأول

4745 - ( عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ما رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - مستجمعا ضاحكا ) أي : ما أبصرته حال كونه مستجمعا من جهة الضحك ، فقوله : ضاحكا نصب على التمييز ، وإن كان مشتقا كقوله : لله دره فارسا ، والمعنى : ما رأيته يضحك تاما مقبلا بكليته على الضحك ( حتى أرى منه لهواته ) : بفتح اللام والهاء جمع اللهاة ، وهي اللحمات في سقف أقصى الفم مشرفة على الحلق ( إنما كان يبتسم ) أي : غالبا ، وقد يضحك ، لكن لا يصل إلى الحد المذكور ، والإعراب السابق زبدة كلام الطيبي ، ومال ابن الملك إلى أن قوله : ضاحكا حال أي : ما رأيته مستجمعا لضحكه في حال ضحكه ، أي : لم أره يضحك ضحكا تاما ضاحكا بجميع فمه اهـ . وهو مأخوذ من كلام شارح سبقه ، وقال : فكأنها قالت مستجمعا ضحكا ، وفي المصباح : استجمعت شرائط الإمامة واجتمعت بمعنى حصلت ، فالفعلان على اللزوم ، وحينئذ لا يحتاج إلى تقدير مفعول . وفي المغرب : استجمع السيل اجتمع من كل موضع ، واستجمعت للمرء أموره اجتمع له ما يحبه وهو لازم ، كما ترى . وقوله : استجمع الفرس جريا نصب على التمييز ، وأما قول الفقهاء : مستجمعا شرائط الجمعة فليس يثبت والله أعلم . ( رواه البخاري ) : وروى أحمد ، والترمذي والحاكم ، عن جابر بن سمرة : أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يضحك إلا تبسما . جعل التبسم من الضحك ، واستثنى منه فإن التبسم من الضحك بمنزلة السنة من النوم ، ومنه قوله تعالى : فتبسم ضاحكا ، أي : شارعا في الضحك .

التالي السابق


الخدمات العلمية