صفحة جزء
4796 - وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " الحياء والعي شعبتان من الإيمان ، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق " . رواه الترمذي .


4796 - ( وعن أبي أمامة ) أي : الباهلي ( عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : الحياء والعي ) : بكسر العين المهملة وتشديد التحتية أي : العجز في الكلام والتحير في المرام ، والمراد به في هذا المقام هو السكوت عما فيه إثم من النثر والشعر لا ما يكون للخلل في اللسان ( شعبتان من الإيمان ) : فإن المؤمن يحمله الإيمان على الحياء ، فيترك القبائح حياء من الله تعالى ، ويمنعه عن الاجتراء على الكلام شفقة عن عثرة اللسان ، فهما شعبتان من شعب الإيمان ، والحاصل أن الإيمان منشؤهما ومنشأ كل معروف وإحسان ( والبذاء ) : بفتح موحدة فذال معجمة فحش الكلام أو خلاف الحياء ( والبيان ) أي : الفصاحة الزائدة عن مقدار حاجة الإنسان من التعمق في النطق وإظهار التفاصح للتقدم على الأعيان ( شعبتان من النفاق ) ومنه قوله تعالى : ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام ، قال القاضي : لما كان الإيمان باعثا على الحياء والتحفظ في الكلام والاحتياط فيه عدا من الإيمان وما يخالفهما من النفاق ، وعلى هذا يكون المراد بالعي ما يكون بسبب التأمل في المقال والتحرر عن الوبال لا للخلل في اللسان ، وبالبيان ما يكون سببه الاجتراء وعدم المبالاة بالطغيان ، والتحرز عن الزور والبهتان . ( رواه الترمذي ) :

وقد قال : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن مطرف اهـ . ورجاله رجال الصحيحين ، كذا نقله ميرك عن التصحيح ، وقد رواه الإمام أحمد في مسنده ، والحاكم في مستدركه .

التالي السابق


الخدمات العلمية