صفحة جزء
4813 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا ، يرفع الله بها درجات ، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا ، يهوي بها في جهنم " رواه البخاري وفي رواية لهما : " يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب " .


4813 - ( وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ) : بكسر أوله ويضم ، ومن بيانية حال من الكلمة أي من كلام فيه رضاه ( لا يلقي ) : بضم الياء وكسر القاف أي لا يري ( لها ) أي : لتلك الكلمة ( بالا ) أي شأنا أو بأسا ( يرفع الله ) أي : له ( بها ) أي : بتلك الكلمة ( درجات ) والمعنى أن العبد لا يعرف قدرها ويظنها هينة قليلة الاعتبار ، وهي عند الله عظيمة الاقتدار ، والجملة مستأنفة بيان للموجب كأن قائلا يقول : ماذا يستحق بعد ؟ قيل له : يرفع الله بها درجات ، وفي بعض النسخ

[ ص: 3026 ] بفتح الياء والقاف ، والمعنى : لا يجد لها عظمة عنده ولا يلتفت عاقبتها عن ربه ، والجملة حال من ضمير يتكلم ، وفي النهاية أي : لا يستمع إليها ولا يجعل قلبه نحوها اهـ . وفيه حث على التدبر والتفكر عند التكلم ، وفي شرح المشارق : أنه بفتحهما ورفع البال ، فالبال على هذا بمعنى الحال ، والظاهر أنه في المصابيح كذلك فإنه قال شارحه زين العرب : أي لا يلحقه بأس وتعب في قولها أولا ، ولا يحضر باله أي : قلبه لما يقوله منها ، أو هو من قولهم : ليس هذا من بالي أو مما أباليه ، والمعنى : أنه يتكلم بكلمة الحق يظنها قليلة وهى عند الله جليلة ، فيحصل له رضوان الله ، وقد يتكلم بسوء ولا يعلم أنه كذلك وهو عند الله ذنب عظيم ، فيحصل له السخط من الله ، وهذا معنى قوله : ( وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله ) أي : مما يوجب غضبه ( لا يلقي لها بالا ، يهوي ) : بكسر الواو أي : يخوض ويقع ويسقط ( بها ) أي : بتلك الكلمة ( في جهنم ) رواه البخاري ، وكذا الإمام أحمد . ( وفي رواية لهما ) أي : الشيخين ، ذكره السيد جمال الدين ( يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب ) . أي هويا أبعد من البعد الذي بينهما . قال الطيبي : الظاهر أنه صفة مصدر محذوف أي : هويا بليغا بعيد المبتدأ والمنتهى . وفي الجامع الصغير : وإن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب . رواه أحمد والشيخان عنه .

التالي السابق


الخدمات العلمية