صفحة جزء
4818 - 4819 - وعن أنس ، وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " المستبان ما قالا ، فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم " . رواه مسلم .


4818 - ( وعن أنس وأبي هريرة - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " المستبان ) : بتشديد الموحدة تثنية اسم الفاعل من باب التفاعل أي : المتشاتمان ، وهما اللذان سب كل منهما الآخر ، لكن الآخر أراد رد

[ ص: 3028 ] الآخر ، أو قال شيئا من معايبه الموجودة فيه ، وهو مبتدأ خبره جملة ( ما قالا ) أي إثم قولهما ( فعلى البادئ ) أي : على المبتدئ فقط والفاء إما لكون ما شرطية ، أو لأنها موصولة متضمنة للشرط ثم " البادئ " بالهمز ، وإنما كان الإثم كله عليه ؛ لأنه كان سببا لتلك المخاصمة ، وقيل : إثم ما قالا للبادئ أكثر مما يحصل للمظلوم . ( ما لم يعتد المظلوم ) . فإن جاوز الحد بأن أكثر المظلوم شتم البادئ وإيذاءه صار إثم المظلوم أكثر من إثم البادئ ، وقيل : إذا تجاوز فلا يكون الإثم على البادئ فقط ، بل يكون الآخر آثما أيضا باعتدائه ، وحاصل الخلاف يرجع إلى خلاف الاعتداء .

قال الطيبي : يجوز أن تكون " ما " شرطية ، وقوله : " فعلى البادئ " جزاؤه ، أو موصولة " فعلى البادئ " خبره ، والجملة مسببة ، ومعناه إثم ما قالاه على البادئ إذا لم يعتد المظلوم ، فإذا تعدى يكون عليهما ، نعم إلا إذا تجاوز غاية الحد فيكون إثم القولين عليه اهـ ، وفيه بحث ظاهر ، وفي شرح السنة : من أربى الربا ؟ من يسب سبتين بسبة ( رواه مسلم ) . وفي الجامع الصغير بلفظ : " المستبان ما قالا ، فعلى البادئ منهما حتى يعتدي المظلوم " رواه أحمد ومسلم وأبو داود والترمذي ، عن أبي هريرة من غير ذكر أنس ، وفي رواية لأحمد والبخاري في الأدب ، عن عياض بن حمار : " المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان ) والتهاتر التعالج في القول .

التالي السابق


الخدمات العلمية