صفحة جزء
4820 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا " . رواه مسلم .


4820 - ( وعن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : لا ينبغي ) أي : لا يجوز ( لصديق ) : بكسر فتشديد أي : مبالغ في الصدق والمراد به المؤمن لقوله تعالى : والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون ، ولرواية : لا ينبغي للمؤمن ( أن يكون لعانا ) أي : كثير اللعن وهو الطرد ، والمراد به هنا الدعاء بالبعد عن رحمة الله تعالي ، وإنما أتى بصيغة المبالغة ؛ لأن الاحتراز عن قليله نادر الوقوع في المؤمنين . قال ابن الملك : وفي صيغة المبالغة إيذان بأن هذا الذم لا يكون لمن يصدر منه اللعن مرة أو مرتين ، وقال الطيبي قوله : ولا ينبغي لصديق حكم مرتب على الوصف المناسب ، وذلك أن هذه الصفة تالية صفة النبوة ، وقال تعالى : فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، إنما بعثوا رحمة للخلق ومقربين للبعيد والطريد إلى الله ورحمته ، واللاعن طارد لهم وطالب لبعدهم منها ، فاللعنة منافية له اهـ . وفيه أن مفهوم المخالف المختلف جوازه المعتبر عنده يخالفه . ( رواه مسلم ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية