صفحة جزء
4843 - وعن سفيان بن عبد الله الثقفي - رضي الله عنه - قال : قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ قال : فأخذ بلسان نفسه وقال : " هذا " . رواه الترمذي ، وصححه .


4843 - ( وعن سفيان بن عبد الله ) أي : ابن ربيعة ( الثقفي ) قال المؤلف : يكنى أبا عمرو ، يعد في أهل الطائف له صحبة ، وكان عاملا لعمر بن الخطاب على الطائف ، وقال الجزري : وقع في بعض نسخ المصابيح سعيد بن عبد الله الثقفي ، والصواب سفيان بن عبد الله . ( قال : قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ ) : " ما " الأولى استفهامية مبتدأ خبره أخوف ، وهو اسم تفضيل بني للمفعول نحو : أشهد وألوم وأشعل ، و " ما " الثانية مضاف إليه لـ ( أخوف ) وهي موصولة ، والعائد محذوف أي : أي شيء أخوف أشياء تخاف منها علي . وقال الطيبي . " ما " في ( ما تخاف ) يجوز أن تكون موصولة أو موصوفة ، وأن تكون مصدرية على طريقة جد جده وجن جنونه وخشيت خشيته . ( قال ) أي : سفيان ( فأخذ ) أي : النبي - صلى الله عليه وسلم - ( بلسان نفسه ) : الباء زائدة لمزيد التعدية ( وقال : هذا ) : هو مبتدأ أو خبر ، والمعنى هذا أكثر خوفي عليك منه . قال في الإحياء : وإنما أسند - صلى الله عليه وسلم - شدة خوفه على أمته في سائر الأخبار إلى اللسان ; لأنه أعظم الأعضاء عملا ، إذ ما من طاعة ومعصية إلا وله فيها مجال ، فمن أطلق عذبة اللسان وأهمله مرخى العنان سلك به الشيطان في كل ميدان ، وساقه إلى شفا جرف هار إلى أن يضطره إلى البوار ، ولا يكب الناس على مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم ، ولا ينجي من شره إلا أن يقيد بلجام الشرع ، وعلم ما يحمد إطلاق اللسان فيه أو يذم غامض عزيز ، والعمل بمقتضاه على من عرفه ثقيل عسير ، لكن على ما يسره الله يسير . ( رواه الترمذي وصححه ) . قال ميرك : ورواه النسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه ، والحاكم وقال : صحيح الإسناد .

التالي السابق


الخدمات العلمية