صفحة جزء
4913 - وعن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهما - قالت : قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد قريش ، فقلت : يا رسول الله ، إن أمي قدمت علي وهي راغبة أفأصلها ؟ قال : " نعم صليها " . متفق عليه .


4913 - ( وعن أسماء بنت أبي بكر ) أي : الصديق الأكبر ( رضي الله عنهما ، قالت : قدمت علي أمي ) أي : من مكة إلى المدينة ( وهي مشركة ) أي : ما أسلمت بعد ( في عهد قريش ) : متعلق بقدمت أي : كان ذلك القدوم في المدة التي كان عهد المصالحة بينه - صلى الله عليه وسلم - وبين قريش على ترك قتالهم فيها ( فقلت : يا رسول الله ، إن أمي قدمت علي ) أي : نزلت عندي ( وهي راغبة ) : بالموحدة أي : معرضة عن الإسلام أو مائلة فيه ، أو راغبة في صلتي أو راغبة في الإشراك ، وفي نسخة صحيحة راغمة بالميم أي : كارهة إسلامي وهجرتي ، أو ذليلة محتاجة إلى عطائي ، وقيل : أي هاربة من قومها . قال التوربشتي : قد روي بالباء ، وكذلك هو في المصابيح . والصواب : راغمة بالميم بدل الباء ، وقال النووي في شرح هذا الحديث : قدمت علي أمي وهي راغبة أو راهبة ، وفي الرواية الأخرى : راغبة بلا شك وهي مشركة . قال القاضي عياض : الصحيح راغبة بلا شك ، وفي رواية أبي داود : راغبة في عهد قريش ، وهي راغبة مشركة . قيل : معناه راغبة عن الإسلام أو كارهة له ، وقيل : طامعة فيما أعطيها حريصة عليه ، ومعنى راغمة بالميم : كارهة للإسلام ساخطة له . قال الطيبي : تحريره أن قوله : راغبة إذا أطلقت من غير تقييد يقدر راغبة عن الإسلام لا غير ، وإذا قرنت بقوله : وهي مشركة أو في عهد قريش يقدر راغبة في صلتي ليطابق ما رواه أبو داود وهي راغمة . ( أفأصلها ؟ قال : نعم صليها ) أي : وأعطيها ما يرضيها قال النووي : وفيه جواز صلة القريب المشرك ( متفق عليه ) .

[ ص: 3081 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية