صفحة جزء
4926 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : حارثة بن النعمان ، كذلكم البر ، كذلكم البر " . وكان أبر الناس بأمه . رواه في " شرح السنة " ، والبيهقي في " شعب الإيمان " . وفي روايتهما : قال : " نمت فرأيتني في الجنة " بدل : " دخلت الجنة " .


4926 - ( وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : دخلت الجنة ) أي : في عالم المنام لما سيأتي ( فسمعت فيها قراءة ) ، أي : صوت قراءة يقرؤها أحد ، أو قراءة قارئ على أن التنوين عوض من المضاف إليه ( فقلت : من هذا ؟ ) أي : القارئ لها ( قالوا : حارثة بن النعمان ) ، بضم أوله شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ، وكان من فضلاء الصحابة ، روي أنه قال : مررت على رسول الله ومعه جبريل جالس بالمقاعد ، فسلمت عليه وجزت ، فلما رجعت وانصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لي : هل رأيت الذي كان معي ؟ قلت : نعم قال : فإنه جبريل ، وقد رد عليك السلام ، وكان قد كف بصره ، هذا ولما قص عليهم الرؤيا كما ورد في رواية أخرى عن الزهري قال : نمت فرأيتني في الجنة إلخ ، خاطبهم بقوله : كذلكم البر ، جزاؤه أو أريد به المبالغة ; حيث جعل جزاء البر برا ( كذلكم البر ) . كرره للتقرير والتوكيد . قال الطيبي : المشار إليه ما سبق ، والمخاطبون الصحابة ، فإنه - صلى الله عليه وسلم - رأى هذه الرؤيا ، وقص على أصحابه ، فلما بلغ إلى قوله : حارثة بن النعمان نبههم على سبب نيل تلك الدرجة ، فقال : ( كذلكم البر ) أي : مثل تلك الدرجة تنال بسبب البر . اهـ . ولا يبعد أن يكون ( كذلكم البر ) من جملة مقول الملائكة ، والخطاب له - صلى الله عليه وسلم - وجمع تعظيما أو أريد هو وأصحابه تغليبا .

( وكان أبر الناس بأمه ) هذا من كلام الراوي ، ويحتمل أن يكون من كلامه - صلى الله عليه وسلم - . ( رواه في شرح السنة ، والبيهقي في شعب الإيمان ، وفي روايته ) : أن رواية البيهقي ( قال : " نمت فرأيتني في الجنة " بدل " دخلت الجنة " ) : وقال الجزري في التصحيح بعد الرواية الأولى : رواه الحاكم في صحيحه ، وقال صحيح على شرط الشيخين ، وأقره الذهبي ، ورواه البيهقي في شعبه ، ورواه محيي السنة في شرح السنة من طريقين .

[ ص: 3089 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية