صفحة جزء
4967 - وعن جرير بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والنصح لكل مسلم . متفق عليه .


4967 - ( وعن جرير ) أي : ابن عبد الله كما في نسخة وهو البجلي ( قال : بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إقام الصلاة ) أي : إقامتها وإدامتها وحذف تاء الإقامة عند الإضافة للإطالة ( وإيتاء الزكاة ) أي : إعطائها وتمليكها لمستحقيها . قال النووي : وإنما اقتصر على الصلاة والزكاة لكونهما أمي العبادات المالية والبدنية ، وهما أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين وإظهارها . اهـ . لا يقال لعل غيرهما من الصوم والحج لم يكونا واجبين حينئذ ; لأنه أسلم عام توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سبق في ترجمته ; ولأن الصوم من جملة العبادات البدنية ، ومن أقام على محافظة الصلوات ومداومتها ، فبالأولى أن يقيم بالصوم بخلاف عكسه ، كما هو مشاهد في أهل الزمان ، والحج مركب من العبادات المالية والبدنية ، فمن قام بهما قام به ، لا سيما ومحله في العمر مرة بخلاف الصلاة ، فإن لها أوقاتا في كل يوم وليلة . والزكاة واجبة في كل سنة ( والنصح ) بضم فسكون أي : وبالنصيحة ( لكل مسلم ) أي : من خاصة المسلمين وعامتهم . قال النووي : روي أن جريرا - رضي الله عنه - اشتري له فرس بثلاثمائة درهم فقال جرير لصاحب الفرس : فرسك خير من ثلاثمائة درهم أتبيعه بأربعمائة ؟ قال : ذلك إليك يا عبد الله ، فقال : فرسك خير من ذلك أتبيعه بخمسمائة ؟ ثم لم يزل يزيده مائة مائة حتى بلغ ثمانمائة ، فاشتراه بها فقيل له في ذلك ، فقال : بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على النصح لكل مسلم ( متفق عليه ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية