صفحة جزء
4971 - وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما أكرم شاب شيخا من أجل سنه ، إلا قيض الله له عند سنه من يكرمه " . رواه الترمذي .


4971 - ( وعن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أكرم ) أي : ما أعظم ووقر ( شاب شيخا من أجل سنه ) أي : كبر عمره ; لأن الغالب عليه زيادة علم وعمل مع سبق إيمانه ، ( إلا قيض الله ) : بتشديد التحتية ، ومنه قوله تعالى : ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين أي قدر ( له ) أي : للشاب ( عند سنه ) أي : حال كبره ( من يكرمه ) أي : قرينا يعظمه ويخدمه ; لأن من خدم خدم ، وفيه إشارة إلى طول عمر الشاب المعظم للشيخ المكرم ، وقد حكي أن بعض المريدين خرج من خراسان ; لملازمة شيخ من أهل مصر ، فاجتمع له وكان معه مدة ، فجاء جماعة من الأكابر ; لزيارة الشيخ ، فأشار المريد أن يمسك دوابهم ، فخرج المريد إلى الخدمة ، لكن خطر بباله أنه مع طول مدة السفر واجتماعه سنين مع الشيخ في الحضر هذا نتيجته ، فلما خرج الأكابر ، ودخل المريد عند الأستاذ ، فقال : يا ولدي ! سيأتيك الأكابر ويقدر الله لك من يخدمهم .

قال شيخ الإسلام ، ونديم الباري عبد الله الأنصاري صاحب منازل السائرين ، نفعنا الله من بركاتهم أجمعين ، فكان كما قال الشيخ حيث إنه لم يوجد زمان إلا على بابه بغل أو فرس ; لكثرة زيارة الأكابر ، هذا وراوي هذا الحديث ممن وفقه الله لهذا المنصب الجليل ، وهو القائم بخدمة الحبيب وعمره عشر سنين ، وقد أطال الله عمره ، وأكثر ماله وولده ، فهو آخر من مات بالبصرة من الصحابة ، وله من العمر مائة وثلاث سنين ، وولد له مائة ولد ، وروى عنه خلق كثير . ( رواه الترمذي ) : قال ميرك : وقال الترمذي : حديث غريب .

التالي السابق


الخدمات العلمية