صفحة جزء
4974 - وعن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من مسح رأس يتيم لم يمسحه إلا لله ، كان له بكل شعرة تمر عليها يده حسنات ، ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم عنده كنت أنا وهو في الجنة كهاتين " وقرن بين أصبعيه . رواه أحمد ، والترمذي ، وقال : هذا حديث غريب .


4974 - ( وعن أبي أمامة ) أي : الباهلي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مسح رأس يتيم ) : وكذا حكم اليتيمة ، بل هي الأولى بالحنية ; لضعفها ، ثم التنكير يفيد العموم فيشمل القريب ، والأجنبي يكون عنده أو عند غيره . ( لم يمسحه ) : حال من فاعل مسح أي : والحال أنه لم يمسح رأس اليتيم ( إلا لله ) أي : لا لغرض سواه ( كان له ) أي : للماسح ( بكل شعرة ) : بسكون العين ويفتح أي : بكل واحدة من شعر رأسه ( يمر ) : بالتذكير ويؤنث من المرور أي : يأتي ( عليها ) : وكذا حكم محاذيها ( يده ) : وفي نسخة : من الإمرار ففاعله ضمير الماسح ويده مفعوله ( حسنات ) بالرفع على اسم كان ، والظاهر أن الحسنات مختلفة كمية وكيفية باعتبار تحسين النيات . قال الطيبي : مسح رأس اليتيم كناية عن الشفقة والتلطف إليه ، ولما لم تكن الكناية منافية لإرادة الحقيقة لإمكان الجمع بينهما كما تقول : فلان طويل النجاد وتريد طول قامته ، مع طول علاقة سيفه رتب عليه قوله بكل شعرة يمر عليه يده . ( ومن أحسن إلى يتيمة أو يتيم ) : قيل : " أو " للتنويع وقدم اليتيمة ; لأنها أحوج ، والظاهر أنه شك من أحد الرواة وقع في غير محله ; لأن حكم اليتيم قد علم مما سبق ، ففي هذه الفقرة جبر اليتيمة باللطف ، اللهم إلا أن يخص الإحسان بالإنعام والإنفاق ونحوهما مما يغاير معنى مطلق الإحسان الشامل للمسح ، فـ ( أو ) للتنويع حينئذ مع احتمال الشك ; لأن الأحكام الشرعية غالبا يستوي فيها المذكر والمؤنث ، مع احتمال أن يكون كل فصل من الحديث على حدة سمعه الراوي ، فجمعهما في الأداء ، ثم قوله : ( عنده ) : أعم من أن يكون اليتيم له أو لغيره [ ص: 3116 ] ( كنت أنا وهو ) أي : المحسن وأتى بضمير الفصل ، ليصح العطف على الضمير ( في الجنة ) : خبر كان ، فيجب أن يقدر متعلقه خاصا يوافق قوله : ( كهاتين ) أي : متقارنين في الجنة اقترانا مثل هاتين الأصبعين ، ويجوز أن يكون كهاتين حالا من الضمير المستقر في الخبر ، وأن يكون هو الخبر ، وفي الجنة ظرف لكنت كذا حققه الطيبي ( وقرن بين أصبعيه ) أي : المسبحة والوسطى . وفي الحديث إشارة إلى بشارة حسن الخاتمة ( رواه أحمد والترمذي ، وقال : هذا حديث غريب ) . وفي الجامع الصغير : " من أحسن إلى يتيم أو يتيمة كنت أنا وهو في الجنة كهاتين " رواه الحكيم عن أنس ، وفي رواية الطبراني عن ابن عباس بلفظ : " من آوى يتيما أو يتيمين ، ثم صبر واحتسب كنت أنا وهو في الجنة كهاتين " .

التالي السابق


الخدمات العلمية