صفحة جزء
5006 - وعنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي " . رواه مسلم .


5006 - ( وعنه ) أي : عن أبي هريرة ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى يقول يوم القيامة ) أي : على رءوس الأشهاد تعظيما لبعض العباد من العباد ( أين المتحابون بجلالي ؟ ) أي : بسبب عظمتي ولأجل تعظيمي ، أو الذين يكون التحابب بينهم ; لأجل رضا جنابي وجزاء ثوابي . قال الطيبي : الباء فيه . بمعنى " في " وفيه ما فيه . قال : وخص الجلال بالذكر ; لدلالته على الهيبة والسطوة أي : المنزهون عن شائبة الهوى والنفس والشيطان في [ ص: 3134 ] المحبة ، فلا يتحابون إلا لأجلي ولوجهي . قلت : ويمكن أن يكون من باب الاكتفاء والتقدير بجلالي وجمالي أي : المتحابون لي أي : في حالتي القبض والبسط ، والخوف والرجاء ، والمحنة والمنحة ، فيفيد دوام تحابيهم ( اليوم ) : قال شارح : ظرف متعلق بأين . قلت : الأظهر أنه ظرف لقوله : ( أظلهم في ظلي ) أي : أدخلهم في ظل حمايتي ، أو أريحهم من حرارة الموقف راحة من استظل أو أظلهم في ظل عرشي وهو الأظهر فتدبر ، ويؤيده ما رواه الطبراني في الكبير عن أبي أيوب : " المتحابون في الله على كراسي من ياقوت تحت العرش " وقوله : ( يوم لا ظل إلا ظلي ) : بدل من اليوم المتقدم كما قال الطيبي ، أو منصوب بتقدير أعني ، وهو الأظهر . وفي شرح مسلم للنووي قال القاضي : الظاهر أنه في ظل الله عن الحر ووهج الموقف ، وقال عيسى بن دينار : هو كناية عن كونه في كنفه وستره ، ومنه قولهم : السلطان ظل الله في الأرض ، ويحتمل أن يكون عبارة عن الراحة والتنعيم يقال : هو في عيش ظليل أي : طيب . ذكره الطيبي ، وأوسط الأقوال هو الأوسط ، إذ لا يصح إسناد الظل حقيقة إلى الله تعالى ، فيتعين تأويله بارتكاب المجاز أو بحذف المضاف وما أبعد الاحتمال الأخير ، إذ يصير التقدير أنعمهم في نعمتي ، ولكن التقليد متغلب على الأمي وحب الشيء يصم ويعمي . ( رواه مسلم ) : وكذا أحمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية