إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

صفحة جزء
40 - الحديث الثاني : عن عائشة رضي الله عنها { أن أم حبيبة استحيضت سبع سنين ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ؟ فأمرها أن تغتسل ، قالت : فكانت تغتسل لكل صلاة } .


" أم حبيبة " هذه : ابنة جحش بن رآب الأسدي ، أخت زينب بنت جحش ، وكانت تحت عبد الرحمن بن عوف ، ويقال فيها : أم حبيب ، وأهل السير يقولون : إن المستحاضة حمنة ، قال أبو عمر بن عبد البر : والصحيح عند المحدثين : أنهما كانتا مستحاضتين جميعا ، ووقع في نسخ من هذا الكتاب " فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك أن تغتسل لكل صلاة " وليس في الصحيحين ، ولا أحدهما : أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرها أن تغتسل لكل صلاة وإنما في الصحيح " فأمرها أن تغتسل ، فكانت تغتسل لكل صلاة " وفي كتاب مسلم عن الليث " لم يذكر ابن شهاب أن [ ص: 161 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أم حبيبة أن تغتسل كل صلاة . وإنما هو شيء فعلته هي " . وذهب قوم إلى أن . المستحاضة تغتسل لكل صلاة . وقد ورد الأمر بالغسل لكل صلاة في رواية ابن إسحاق ، خارج الصحيح والذين لم يوجبوا الغسل لكل صلاة حملوا ذلك على مستحاضة ناسية للوقت والعدد ، يجوز في مثلها أن ينقطع الدم عنها في وقت كل صلاة . واستدل بعضهم على أنه لم لا يلزمها الغسل لكل صلاة بقوله في الحديث المتقدم { اغتسلي وصلي } من حيث إنه يأمر بتكراره لكل صلاة ، ولو وجب لأمر به .

واستدل أيضا بتلك الرواية على من يقول : إن المستحاضة تجمع بين صلاتين بغسل واحد ، وتغتسل للصبح وحده ووجه الدليل : ما ذكره .

التالي السابق


الخدمات العلمية